146

Mudkhal Kabir

تصانيف

فنذكر الآن ما في قوله من الطعن فأما ما زعم من الشمس وتسخينها للأشياء في أناة وتؤدة فذلك موجود من فعلها وأما قوله إن طبيعة القمر الرطوبة من أجل دنو فلكه من الأرض وقبوله للبخارات التي ترتفع منها فذلك مدفوع عند الحكماء لأن مسافة ما بين وجه الأرض إلى أقرب موضع يكون فيه القمر مائة ألف ميل وثمانية وعشرون ألف ميل وأربعة وتسعون ميلا بالتقريب على أن الميل ثلاثة آلاف ذراع وهذا بين في الكتاب الذي ذكر فيه أبعاد الأجرام العلوية بعضها عن بعض وأكثر ما يكون ارتفاع البخارات عن وجه الأرض في الجو على ما زعم الفيلسوف ستة عشر سطاديا والبسطادي أربع مائة ذراع يكون ذلك ميلين وعشر وثلث عشر ميل فإذا كانت البخارات التي تصعد من الأرض أكثر ما يكون ارتفاعها في الجو ميلين وعشر وثلث عشر ميل وبعد القمر أقرب ما يكون من وجه الأرض مائة ألف ميل وثمانية وعشرون ألف ميل وأربعة وتسعون ميلا بالتقريب فمن أ ين يبلغ بخار الأرض إلى القمر حتى يغير طبيعته وأيضا فإن القمر لو كان يقبل البخارات لغيرت البخارات طبيعته وإذا غيرت البخارات طبيعته لزمه ما يلزم الأجسام السفلية التي تقبل البخارات من الاستحالة والتغيير والفساد فالقمر إذن لا تبلغه البخارات ولا يقبل شيآ منها

صفحة ٣٥٠