إن عدة من الملوك اليونانيين كانوا على أ ثر ذي القرنين الإسكندر بن فليفس يقال لكل واحد منهم بطلميوس وهم عشرة أناس تسعة رجال وامرأة وكانوا ينزلون مصر وكان سنو ملكهم مائتين وخمسة وسبعين سنة وكان عامتهم حكماء ومنهم بطلميوس الحكيم الذي ألف كتاب المجسطي في علل حركة الفلك وما فيها من الكواكب وبعضهم ألف كتابا في أحكام النجوم ونسبه إلى بطلميوس صاحب كتاب المجسطي وقد يقال إن الذي ألف كتاب الأحكام هو الذي ألف كتاب المجسطي ولا يدري صواب ذلك من خطائه إلا أن الواضع منهم لكتاب الأحكام ذكر في كتابه طبائع الكواكب وعللها وبدأ بأن قال إن الشمس تسخن وتيبس في أناة وتؤدة فإنها في ذلك أظهر وأعلن فعلا من سائر الكواكب لعظمها ولأنها كلما ارتفعت إلى سمت رؤوسنا ازددنا سخونة وزعم أن طبيعة القمر الرطوبة من أجل دنو فلكه من الأرض وقبوله للبخارات التي ترتفع منها وزعم أن طبيعة زحل البرد واليبس من أجل بعد فلكه من حرارة الشمس وبعده من رطوبة بخار الأرض وزعم أن المريخ طبيعته الحرارة واليبس من أجل شبه لونه بالنار ولقربه من الشمس ولأنها تحته فيرتفع حرها إليه فيسخنه وزعم أن المشتري معتدل المزاج من أجل أن فلكه بين فلك زحل والمريخ وإنه لهذه العلة صارت طبيعته الحرارة والرطوبة المعتدلة وزعم أن الزهرة طبيعتها السخونة والرطوبة المعتدلة فأما سخونتها فمن أجل قرب فلكها من الشمس وأما رطو بتها فمن أجل ما يصيبها من البخار الرطب الذي يحيط بالأرض وزعم أن عطارد طبيعته في بعض الأوقات اليبوسة وفي بعضها الرطوبة فأما يبسه فلقربه من الشمس وإنه لا يتباعد عنها تباعدا كثيرا وأما رطو بته فلقرب فلكه من فلك القمر فهذا ما زعم بطلميوس في طبائع الكواكب وما احتج على ذلك
صفحة ٣٤٨