قلت: ولماذا لا تؤلف الألحان التي ترضيك بصرف النظر عن الجمهور؟
قال: هذا ما أفعله أحيانا.
وأطرق إلى الأرض لحظة كأنما يفكر، ثم رفع إلي عينيه العميقتين وقال: تكلمنا عن الموسيقى كثيرا وأنت لم لا تتكلمين عن الطب؟
قلت: إن الحديث عن الطب لا يناسب جو الحفلات.
قال في دهشة: لماذا؟
قلت: إنه حديث عن الألم والمرض، عن وجه الحياة الحزين.
قال: لا، إن آلامه عظيمة حقا، ولكن سعادته أعظم. إني أتصور سعادتك حين تنقذين إنسانا من الموت؛ إنها أسعد لحظة في حياة الطبيب.
قلت: وما هي أسعد لحظة في حياة الفنان، حياتك؟
قال: حين أخلق لحنا يرضيني، أو حين أسمع لحنا رائعا. ونظر إلي نظرة عميقة وقال باسما: أو حين أعثر على صديق جديد.
حاولت أن أتفادى عينيه.
صفحة غير معروفة