وقال المستر بكوك وهو في دهشة: «هذا أغرب شيء لقيته في حياتي كلها.»
وهمس المستر ونكل في أذنه، وقد أحاط به أصحابه: «أعتقد أنهما يظنان أننا جئنا بهذا الحصان من طريق غير شريف.»
فصاح المستر بكوك في سورة غضب: «ماذا تقول؟»
فأعاد المستر ونكل قوله السابق على استحياء.
وانثنى المستر بكوك ينادي الرجل قائلا: «أيها الرجل ... هل تظن أننا لهذا الحصان سارقون؟»
وأجاب الرجل ذو الشعر الأحمر: «بل أنا على يقين.»
وراح يرسل ابتسامة عريضة غمرت وجهه كله من إحدى أذنيه إلى الأخرى، وتولى عنهم إلى الدار، وأغلق الباب بعنف في إثره.
ووقف المستر بكوك مذهولا يقول: «إنه لأشبه بحلم ... حلم قبيح ... كيف يتصور الخاطر إنسانا يمشي اليوم كله بحصان مخيف، لا يستطيع الخلاص منه؟»
وانطلق «البكوكيون» المحزونون ساهمين واجمين، وذلك الحصان الطويل يتبعهم في رفق، وقد أحسوا جميعا بأشد الاشمئزاز منه.
وكان الأصيل قد آذن بمغيب حين عرج الأصدقاء الأربعة، ورفيقهم ذو الأربع، على الدرب المؤدي إلى «ضيعة مانور»، وكان السرور لقربهم من الموضع المنشود أقل كثيرا من الفرح الذي كانوا سيشعرون به، لو لم يقع ذلك الحادث لهم، فقد بدت لهم غرابة مظهرهم، ونكر ما هم فيه ... ثياب ممزقة، ووجوه مخدوشة، وأحذية علاها الغبار، وأعراض الإعياء بادية عليهم ... وأكثر من هذا كله ... الحصان.
صفحة غير معروفة