وكان المستر بكوك يبدو مبهوتا إلى حد كبير من هذا المسلك المجافي للأدب.
ولكنه أجاب قائلا: «كلا يا سيدي ... إنه ضيفنا.» وعاد الملازم يسأل: «وهل هو عضو في ناديكم، أو أنا مخطئ؟»
وأجاب المستر بكوك: «كلا ... بلا شك.»
وعاد الملازم يسأل: «ألم يضع يوما شارة النادي على ثوبه؟»
فازدادت دهشة المستر بكوك، وقال: «كلا ... مطلقا.»
وعندئذ التفت الضابط إلى صديقه الدكتور سلامر، رافعا كتفيه في هزة لا تكاد ترى، كأنما يشك في صدق ذاكرته، وبدا الدكتور سلامر غضوبا مغيظا، وإن ظل مبهوتا حائرا، ولبث المستر «بين» ينظر نظرة موحشة مفترسة إلى وجه المستر بكوك المشرق الحائر، لا يفهم مما سمع شيئا.
وانثنى الطبيب فجأة، يوجه الكلام إلى المستر طبمن بلهجة جعلته يجفل إجفالة ظاهرة، كأن دبوسا غرز بمكر في مشط قدمه، قائلا: «لقد كنت في المرقص الذي أقيم هنا في الليلة الماضية؟»
وشهق المستر طبمن شهقة خافتة مؤمنا بها على قوله، وهو ينظر طيلة الوقت إلى المستر بكوك.
وعاد الطبيب يقول وهو يشير إلى الغريب، وقد ظل هذا جامدا لا يتحرك ولا ينبس: «وكان هذا الشخص رفيقك؟»
وأقر المستر طبمن الحقيقة.
صفحة غير معروفة