عرض علي الأستاذ جورج أن انضم إلى الفرقة ممثلا ويمكن يفرجها ربك وتفوز بحقك!
وقبلت هذا العرض، وكل أملي أن أفوز بجزء من مالي الضائع، الذي سبق أن اقترضه مني سليم أبيض لدفع أجور ممثلي فرقة أخيه. لكن كانت النتيجة ويا للأسف، هي نفس النتيجة التي فاز بها إبليس حين طمع في الجنة.
رأيت بين أفراد الفرقة السيدات روز اليوسف وسرينا إبراهيم ونظلي مزارحي وغيرهن، ثم الأستاذ عمر وصفي ومحمود رحمي وفؤاد سليم وعبد العزيز خليل وعبد المجيد شكري، و«شلة» من قدماء «المنشدين»، مثل الشيخ حامد المغربي وغيرهم. وجدت نفسي «تقليعة» بين هؤلاء السادة النجب، إذ ظهر لي أنهم كانوا يئنون من مصيبة الأسهم والإيراد، فما بالك إذا زادوا واحدا يعتقدون أنه سيقتطع جزءا من الإيراد، تنقص به حصة الجميع بمقدار ما ستنال أسهمي من نصيبه؟ ولاسيما أن إيراد الواحد منهم، أو حصة أسهمه جميعا، لم تكن لتصل في كثير من الأوقات إلى أكثر من 35 قرشا صاغا أميريا لا غير؟
القصد، بدأ زملائي الأعزاء في توضيب «المقالب النضيفة» للعبد لله. ولم أكن في ذلك الوقت أعرف عنها كثيرا ولا قليلا، إذ كان الوسط جديدا علي كما كنت أنا جديدا عليه.
وكان بطل «شك المقالب» وانتقاء النكات «المستوية» في مادة «التأليس» على محسوبكم الفقير إليه تعالى، هو والدنا الأستاذ الأفخم عمر وصفي.
لقد كان يهون علي والله كل شيء، وكل شقاء، اللهم إلا ذلك النوع من «التأويز» و«المسمسة» و«التهزئ» اللي ما فيش منه.
أنا ملك النمسا
وكان علينا في إحدى الليالي أن نمثل رواية (صلاح الدين الأيوبي)، وكان الأستاذ جورج يضطلع فيها بدور (قلب الأسد) بينما اختاروا لي دورا صغيرا حقيرا، هو دور (ملك النمسا). وكل ما يفعله هو أن يقف من جورج أبيض موقف المبارز، ويتكلم اللي فيه القسمة. كده، كلمتين قول تلاتة، وكان الله يحب المحسنين.
كانت الحرب الكبرى قد أعلنت في هذه الآونة، وكانت الصحف والمجلات المصرية والأجنبية تنشر صورا لملوك الدول المتحاربة، ومن بينها صورة الإمبراطور (فرنسوا جوزيف) إمبراطور النمسا في ذلك الحين.
وقد تراءى لي أن أتقمص شخصية هذا الإمبراطور، مادام دوري هو (ملك النمسا)، فأقفلت على نفسي باب حجرتي بالمسرح، وجلست أمام المرآة ورحت ألتمس في عقاقير الميكياج ومعداته، ما جعلني الإمبراطور جوزيف بعينه وبلحيته المتدلية على جانبي وجنتيه إلى أسفل ذقنه، وكأنها «معرفة» الأسد.
صفحة غير معروفة