اعرف فهو اخوف.
فالمراد من الطمأنينة : هو (السكون والثبات) الحاصل من المعرفة وفي مقابله (التزلزل والتردد).
والمراد من الوجل : هو الخوف من هيبة القهار وعظمة الجبار ، فلا منافاة.
واما السادستان : فلان المراد : انه ما منعهم عن الايمان الا تقدير احد الأمرين : من عذاب الدنيا او الآخرة لهم ، بمقتضى نيتهم الفاسدة وهو الداعي على استغرابهم ان يكون البشر رسولا ، فيؤول الآيتان الى بيان امر واحد.
واما السابعتان : فلوجوه :
منها : تخصيص كل موضع بمعنى صلته ، اي : لا احد من المفترين اظلم ممن افترى على الله كذبا ، ولا احد من المانعين أظلم ممن منع مساجد الله ، فيرتفع التناقض.
واليه يرجع ما قيل في هذه الآيات وامثالها : من ان التحصيص (اي : الحصر) انما هو بالنسبة الى السبق بمعنى : انه لما لم يسبق احد الى مثله ، حكم عليهم بانهم اظلم ممن جاء بعدهم سالكا طريقتهم وذلك : ان المراد السبق الى المنع والافتراء ونحوهما.
والى هذه القاعدة يشير ما جاء في الاخبار كما في الرسائل وادعى بعضهم تواترها : من ان من سن سنة حسنة كان له مثل أجر من عمل بها ، ومن سن سنة سيئة كان له مثل وزر من عمل بها.
فاذا فرضنا : ان شخصين سنا سنة حسنة او سيئة ، فعمل بما سناه جماعة بعدهما ، فان مقتضى هذه الروايات : ان ثواب الأول وعقاب
صفحة ١٢٧