الثاني ، أكثر وازيد من العاملين بما سنا.
ولعله الى ذلك يشير قوله تعالى : ( السابقون السابقون أولئك المقربون ).
ومنها : ما ذكره (ابو حيان) من ان نفي التفضيل ، لا يستلزم نفي المساوات ، فيمكن ان يكون كل منهم مساويا للآخر في الاظلمية فيصير المعنى : لا احد أظلم ممن افترى ، ومن منع ، ومن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها الى غير ذلك.
وهذا مبني على ما يأتي عند قوله : «ولم ابالغ في اختصار لفظه من ان الشيخ عبد القاهر ، ذكر في دلائل الاعجاز : ان من حكم النفي او ما هو في معناه ؛ كالاستفهام الانكاري في هذه الآيات ، اذا دخل على كلام فيه تقييد على وجه ما : كالأفضلية والزيادة في هذه الآيات ، ان يتوجه ذلك النفي الى ذلك التقييد ، وان يقع له خصوصا».
واما الثامنتان : فلان كلمة (لا) في الاولى مزيدة للتأكيد ، كما صرح به المفسرون. في زيادة كلمة (لا) في امثال المقام كلام ، راجع كلام ابن هشام.
واما التاسعتان : فلان المراد من الخلق في غير الآية الاولى : هو الجعل والاختراع الصوري ، وليس المراد الخلق الحقيقي ، بعد ان قام الدليل العقلى على عدم الشريك لله في الخلق وغيره.
واما العاشرتان : فلان المراد في الآية الثانية ، القضية التعليقية ، بمعنى : انه لو امكن نفاد الكلمات ، لنفد البحر قبل نفاده.
او يقال : ليس المقصود الا بيان سرعة نفاد البحر ، للاشارة الى عدم تناهي الكلمات ، كما يقال لمن اريد تعجيله في المجيء : جئني قبل ان اقوم من مقامي. وليس المراد القيام وعدم القيام اصلا.
صفحة ١٢٨