وفاته:١
في سنة (١٠٨٩هـ) قصد المصنف مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وبعد أن قضى تفثه، وأتم مناسك حجه، وشارك الحجاج في أداء هذه الشعيرة العظيمة، أقام بمكة يلتمس شيئا من الراحة، فأتاه اليقين، وطواه الموت، فرحل العلم الذي دون حياة الأعلام، وسجل التاريخ الحافل بأشهر الوقائع والأيام، وسطر بمداد قلمه انتصارات هذه الأمة، وتغلبها على أعدائها في الخطوب المدلهمة.
وكانت وفاته في اليوم السادس عشر من شهر ذي الحجة سنة تسع وثمانين وألف من الهجرة النبوية، وكان عمره عند موته سبعا وخمسين سنة وخمسة أشهر وثمانية أيام، ودفن بمقبرة المعلاة بالحجون في مكة المكرمة رحمنا الله وإياه رحمة واسعة.
ثناء العلماء عليه:
أثنى المترجمون للمصنف من المؤرخين وغيرهم عليه، وأبرزوا شخصية ابن العماد العلمية، كواحد من أبرز الرجال الذين قدموا للأجيال اللاحقة بعده عملا علميا استحق عليه الإشادة والثناء والتقدير.
يقول عنه تلميذه المحبي٢: "الشيخ، العالم، الهمام، المصنف، الأديب، المتفنن، الطرفة، الأخباري، العجيب الشأن في التجول في المذاكرة،
_________
١ خلاصة الأثر: ٢/٣٤١، النعت الأكمل: ٢٤٨-٢٤٩، السحب الوابلة: ١٤٩، مختصر طبقات الحنابلة: ١٢٥.
٢ خلاصة الأثر: ٢/٣٤١.
1 / 24