المعتبر (ج3) لأبي سعيد الكدمي

أبو سعيد الكدمي ت. 361 هجري
100

المعتبر (ج3) لأبي سعيد الكدمي

تصانيف

وقال محمد بن المسبح: ليس الدسع بأشد من الخرق، ودسع البعير والجرة لا ينقض.

وقيل: وعرق الجمال والحمير التي لا تحبس ولا تصان مفسد.

وقد رخص من رخص في الجمال والشرر،الذي يطير من بولها ما لم يسبغ.

قال محمد بن المسبح: إن أبوال الإبل مفسدة إلا أن يجد كالبرودة فلا بأس بذلك،حتى يستيقن على شيء إذا مسحه بكفه خضب، لأنهم قالوا عن بشير: كل غالب شرار، لما روي عن الربيع ما رواه محمد بن محبوب في الخضب ما لم أره يتمسك بذلك.

وقال من قال: كل ذلك مفسد والقدم أي يرطبه كله.

وقال من قال: القدم أن يبين فيه الشرر.

وقيل: إنما ذلك في القوافل الواسعة التي لا يمتنع الناس منها في الطريق مثل طريق مكة، ونحو ذلك.

قال غيره: أما سؤر الدواب من الأنعام وما أشبهها من الأملاك وغير الأملاك من الأهلية والوحشية، والخيل والبغال والحمير وما أشبهها من مثل ذلك، من الأملاك وغير الأملاك من الأهلية والوحشية، فإن أسوارها ولعابها وما خرج من أفواهها ومناخرها وصدورها، وجميع ما خرج من رطوباتها من مثل هذا أو شبهه، فمعي أنه خارج في معاني الاتفاق أنه طاهر هذا كله منها، ولا يبين لي في ذلك اختلاف، ولا أعلمه من قول أصحابنا ولا من قول قومنا، وأما ما خرج منها على وجه القيء من غير الأنعام من الخيل والفغال والحمير، وما أشبه ذلك من غير ذوات الجرة، وغير ذوات الكروش والفروث، فمعي أنه خارج معاني الاتفاق فيه، أن ذلك منه طاهر بمعنى سائر ما يخرج منها، من أفواهها ومناخرها ولا يبين لي في ذلك اختلاف في أقوال أصحابنا، لأنهم لا يفسدون شيئا منها من أرواثها ولا مما في أمعائها، ولا جميع ما خرج منها من جوفها في حياتها إلا أبوالها، ولا من بعد ذكاتها من معاني ما في جوفها من أسباب غير دمها.

وأما ما كان من ذوات الجرة والأكراش والفروث من الأنعام

أو ما أشبهها، فيخرج في معاني أسباب قيئها وفرثها الاختلاف.

وكذلك جرتها وهي خارجة بمعنى الفرث من جوفها.

صفحة ١٠٣