كلا الرجلين: أي كل واحد منهما. واتلى: افتعل من الولاية، أي ولى كل واحد منهما قتله، وحر السلب: خالصه. وغل: أي خان في الغنيمة.
يسخر منها، ويقول: قتلتما هذا الشجاع فأيكما خان في سلبه، ففاز به دون صاحبه، فإني لا أرى سلبه ظاهرًا.
وأيكما كان من خلفه ... فإن به عضةً في الذنب
يقول: أيكما كان من خلفه؟ فإن به عضة في ذنبه، فمن كان خلفه فهو الذي عضه! يسخر منهما بذلك.
وقال أيضًا في صباه ارتجالًا وقد أهدى إليه عبيد الله بن خراسان هدية فيها سمك من سكر، ولوز في عسل:
قد شغل الناس كثرة الأمل ... وأنت بالمكرمات في شغل
يقول: إن الناس شغلهم كثرة الأمل. وشغل الممدوح أبدًا المكرمات وإسداء الإحسان.
تمثلوا حاتمًا ولو عقلوا ... لكنت في الجود غاية المثل
يقول: جعل الناس المثل في الجود لحاتم الطائي، ولو كانوا عقلاء لجعلوك غاية المثل في الجود؛ نك أسخى منه ومن سائر الناس.
أهلًا وسهلًا بما بعثت به ... إيهًا أبا قاسمٍ وبالرسل
تقديره: أهلًا وسهلًا بما بعثت به، وبالرسل إيها أبا قاسم وإيهًا بمعنى كف.
يقول: كف عن ذلك فقد عجزتني عن القيام بشكرك وأثقلت ظهري بمبارك، واستغنيت بما سلف من عطاياك، فلا حاجة إلى المبالغة.
هديةٌ ما رأيت مهديها ... إلا رأيت العباد في رجل
يقول: هديةٌ ما رأيت مهديها، إلا رأيت فضائل الناس فيه مجموعة. فكأنه جميع الناس في المعنى، وهو مأخوذ من قول الحكمي:
وليس لله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واح
روى: العباد والأنام جميعًا.
أقل ما في أقلها سمكٌ ... يلعب في بركةٍ من العسل
أقل: مبتدأ وسمك: خبر. وما: بمعنى الذي، وروى: يلعب ويسبح.
يقول: أقل ما في أقل هذه الهدايا: سمك من اللوز والسكر، في حوضٍ من العسل؛ يشير إلى أن ذلك إذا كان أقل الأقل فكيف يكون ما هو أجل الأجل والأفضل؟!.
كيف أكافي على أجل يدٍ ... من لا يرى أنها يدٌ قبلي؟!
أكافي: أصله الهمز فخففه. وروي: أجازي. ولا همز فيه.
يقول: كيف أجازي على أجل نعمة له عندي، وهو يستصغر العظيم من أياديه، ولا يعتد بها، ولا يراها نعمة عندي، فلا يمكنني القيام بشكره.
وكتب إلى عبيد الله بن خراسان في الطيفورية وقد رد الجامة وكتب على جوانبها بالزعفران:
أقصر فلست بزائدي ودا ... بلغ المدى وتجاوز الحدا
أقصر: أي أمسك عن الإهداء، وفاعل بلغ المدى وتجاوز الحد: ضمير الود.
يقول: أقصر عن الإهداء فلست تزيدني ودًا بزيادة الهدية، فإن ودك عندي قد بلغ المدى وتجاوز الحد، فلا مزيد عليه؛ والأصل فيه الحديث: " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ".
أرسلتها مملوءةً كرمًا ... فرددتها مملوءةً حمدًا
الهاء في أرسلتها ورددتها للجامة، التي فيها الحلواء، ونصب كرمًا وحمدًا على التمييز.
يقول: بعثت بالجامة مملوءة كرمًا فرددتها مملوءة حمدًا؛ وذلك أنه كان كتب بهذه الأبيات في جوانب الجامة وفيها حمد الممدوح.
جاءتك تطفح وهي فارغةٌ ... مثنى به وتظنها فردا
الطفح: الارتفاع، والامتلاء.
يقول: جاءتك هذه الجامة فارغة من الحلاوة، وهي مع ذلك ممتلئة من حمدك، فأنت تظن الجامة فردًا وهي قد انضم إليها هذه الأبيات فهي مثنى بها: أي الأبيات، وروى: مثنى به: أي بالحمد.
تأبى خلائقك التي شرفت ... ألا تحن وتذكر العهدا
يقول: إن أخلاقك الشريفة تمتنع وتكره أن لا تشتاق إلى مثل صنيعك في إنفاذ الهدية وألا تذكر العهد بإنفاذ الهدية، فكأنه يستعيد مثل هذه الهدية التي بعث بها إليه.
وقيل: ألا تحن إلى أصدقائك.
لو كنت عصرًا منبتًا زهرًا ... كنت الربيع وكانت الوردا
التاء في كانت: ضمير الهدية. وقيل: ضمير الخلائق.
يقول: لو كنت زمنًا من الأزمان لكنت أطيبها وهو الربيع، وكانت هديتك التي بعثت بها، وخلائقك الشريفة كالورد، في فضله على سائر الأزهار، كفضل الربيع على سائر الأعصار.
وقال أيضًا يمدح عبيد الله بن خراسان وابنيه
أظبية الوحش لولا ظبية الأنس ... لما غدوت بجدٍّ في الهوى تعس
الأنس والإنس: واحد، وهو جمع أنسي وإنسي والألف: حرف النداء، والتعس: العثور:
1 / 19