به وعك فلما عوفي منه عزم على الحج فلما كان بزيزاء آخر بلاد حوران سقطت النفقة التي كانت معه فتوجه إلى القدس فأقام بها أياما ثم مضى إلى القاهرة فقدمها في ذي القعدة من السنة فقطنها وسمع بها الحديث وقرأ بنفسه على جماعة منهم عز الدين أبو اليمن بن الكويك سمع منه جزء سفيان بن عيينة وغيره ومن عبد الرحيم بن رزين صحيح البخاري ومن القاضي اسماعيل الحنفي سنن أبي داود والسنن الصغرى لنساي ومن الشيخ سراج الدين البلقيني جزءا مخرجا من مروياته تخريج ولي الدين العراقي ومن ابن الملقن وأحمد بن أبي البدر الجوهري السنن لابن ماجة ومن التقي بن حاتم الشفا للقاضي عياض وقرأ بآخرة في سنة سبع عشرة وثمان مئة على شيخنا القاضي جمال الدين عبدالله بن علي الحنبلي مسند الامام أحمد بسماعه من العرضي وأكب على الاشتغال ولازم صلاح الدين محمد بن الأعمى الحنبلي وتفقه به ولازم شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني وسراج الدين بن الملقن والعجب أنه لم يلازم حافظ الدنيا في وقته زين الدين العراقي وهو المشار إليه في علم الحديث وبرع في الفقه والأصول والعربية والحديث وقرر في درس الحنابلة بالمدرسة الظاهرية البرقوقية بين القصرين أول ما فتحت ثم ولي درس الحديث بها بعد أن كان درس فيها الشيخ زاده العجمي ثم درس الفقه فيها بعد والده ثم درس المؤيدية بعد عز الدين عبد العزيز بن علي بن العز الحنبلي في سادس عشر المحرم سنة ثلاث وعشرين وثمان مئة وحضر مجلس المؤيدية مع الفقهاء في كل أسبوع وصار فقيه الحنابلة وعالمهم وناب في الحكم بالقاهرة عن ابن مغلى ثم ولي قضاء القضاة بالديار المصرية من غير سوال منه بعد موت ابن مغلى في يوم الاثنين رابع عشري صفر سنة ثمان وعشرين ثم صرف بعز الدين عبد العزيز بن علي بن العز البغدادي في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين ثم أعيد في يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر سنة احدى وثلاثين واستمر إلى أن مات وحدث وكان يحفظ قطعة كبيرة من صحيح البخاري ويسردها مع فنون كثيرة لا نعلم فيه ما يعاب به لكثرة نسكه ومتابعته للسنة إلأ أنه ولي القضاء فالله تعالى يرضي عنه
صفحة ٩٧