ودخل القاهرة مرات وصحب سراج الدين الحسباني ودخل صحبته البلاد الشامية في سنة اربع وعشرين ونوه به فاستنابه قاضيها شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن محمد الأرموي المالكي ثم ولي نيابة القضاء بمكة في آخر سنة ست وعشرين استقلالا من السلطان فلم يسهل ذلك علي قاضي مكة تقي الدين الفاسي فلم يزل به حتى عزل نفسه في السادس عشر من ذي الحجة وولاه نيابة القضاء بمكة في التاريخ المذكور والتزم له بمئتين أفلوري إن عاش فباشر بصولة ومهابة وحرمة وافرة فلازمه الناس فلما رأى مستنيبه ذلك منعه في اليوم الأول من صفر سنة سبع وعشرين ثم إنه دخل القاهرة وسعى في وظيفة القضاء فوليها في آخر سنة ثمان وعشرين وكان القاضي تقي الدين غائبا ببلاد ايمن فلما كان في يوم عيد الأضحى بمنى قرىء توقيعه وألبس الخلعة ثم عزل بالقاضي تي الدين في أثناء سنة تسع وعشرين فدخل القاهرة في سنة ثلاثين وناب بها بالمدرسة الصالحية عن القاضي شمس الدين البساطي ثم ولي قضاء مكة في آخر السنة واستمر إلى أثناء سنة أربعة وثلاثين فوصل مرسوم بمنع القاضيين المالكي والحنبلي ثم أعيد إلى قضاء مكة في أثناء سنة خمس وثلاثين ثم عزل بالقاضي أبي عبدالله النويري في سنة سبع وثلاثين ثم أعيد إلى قضاء مكة في أوائل سنة تسع وثلاثين ثم عزل بالقاضي أبي عبد الله النويري في جمادي الآخرة سنة تسع وثلاثين ثم ولي في سنة خمس وأربعين عوضا عن القاضي عبد القادر بن أبي القاسم بن أبي العباس ثم عزل في سنة ست وأربعين بالقاضي عبد القادر المذكور ثم أعيد في آخر سنة خمسين ثم عزل بالقاضي عبد القادر أيضا في مستهل جمادى الأولى سنة ستين وقرىء توقيعه في حادي عشر رجب من السنة ثم أعيد الى القضاء في العشرين من ذي القعدة من السنة واستمر إلى أن مات وكان قليل العلم ولديه معرفة بالأحكام وداريه بأحوال القضاة وانقطع بأخرة بمنزله مدة لاستحكام البلغم فعجز عن الحركة فكان لا يخرج منه مرة واحدة وقل نظره جدا وتوالت عليه الأسقام إلى أن مات
صفحة ٢٥٨