( 9) حدثنا الحسن ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثني عبد الله بن زياد ، وغيره ، أن رجلا مات فيمن طلب السحر فاستحكمه ، فخلف ابنا ومالا كثيرا ، فشخص ابنه في تعليم السحر ، فلم يستحكمه حتى سأل ممن كان أبوه تعلمه ؟ فأرشد إلى شيخ أكثر أهل زمانه مالا ، وأعلمهم بالسحر ، فأتاه فانتسب له ، فقال : أنا ابن فلان قال : أظن أباك ترك مالا قال : أجل ، وأتيتك لأتعلم من عندك قال : لا تطيق أحكامه إلا بلقاء هذين ، يعني هاروت وماروت ، قال : فكيف لي ؟ قال : أنا لك ، فانطلق به حتى انتهى إلى جبلين ، فدخل بينهما ، فقال له : إياك أن تذكر الله ، إذا رأيتهما أو تجيبهما إذا سألاك ، قال : فانحدر به في الأرض سبع مائة وسبعين مرقاة في غار تحت الأرض ، حتى إذا دنا سمع دويا منكرا ، ورأى ضوءا مثل ضوء البرق ، وإذا هما معلقان لهما أجنحة ، أعينهما مثل الأترسة تتوقدان ، وجوههما مثل وجه الأسد ، فلما نظر إليهما لم يتمالك أن قال : لا إله إلا الله ، خوفا مما رأى ، قال : فانتفضا وخفقا بأجنحتهما ، فقالا له : يا فتى إن هذا كلام لم نسمعه من كذا وكذا ألف سنة ، فهو بقول أهل الأرض هذا ؟ قال نعم قالا : فمن جاء به ؟ قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوعظاه ، ثم قالا له : انصرف ، هذا أوان فرحنا واقتراب الساعة ، قال : فرجع الفتى تائبا .
صفحة ٨