ما جاء في قصة هاروت وماروت 1- أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ، قراءة علينا من لفظه ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه ، بقراءتي عليه في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وأربعمائة ، قال : أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ، وأحمد بن سندي الحداد ، قالا : حدثنا الحسن بن علي القطان ، قال : حدثنا إسماعيل بن عيسى ، قال : أخبرنا إسحاق بن بشر ، قال : حدثنا جويبر ، عن الضحاك ، وعثمان ، عن ثور ، عن مكحول ، ومقاتل ، عن الضحاك ، وابن سمعان ، عن من غيره ، يبلغ به ابن عباس ، حدث كل هو لي بحديث هاروت وماروت ، قالوا : إن الله عز وجل لما رفع إدريس عليه السلام مكانا عليا ، وقال بعضهم : إنما مات في السماء الرابعة ، وقال : لما رفع وأدخل الجنة ، كل قد قالوا والله أعلم : أي ذلك كان ؟ قالت الملائكة : ما بال هذا الخاطئ ابن الخاطئ بين الملائكة الذين لم يخالطوا الأدناس والذنوب ؟ فأوحى الله إلى الملائكة إنكم عيرتم ولد آدم بالذنوب ، وزعمتم ما بال هذا بين أظهركم ؟ فانتخبوا مائة من أفاضلكم ، قال : فانتخبوا مائة من أفاضلهم ، ثم قال : انتخبوا عشرة من أفاضلكم قال : فانتخبوا عشرة ، ثم قال : انتخبوا ثلاثة من أفاضلكم فانتخبوا عزرا ، وعزرائل وعزريا فقال الله عز وجل : إني أهبطكم إلى الأرض فتكونوا حكاما فتقضوا بينهم بالحق ، وتخالطوهم في المشرب والملبس والمأكل ، وأجعل فيكم اللذات والشهوات ، قالوا : نفعل ، قال : أوصيكم بوصايا وأنهاكم عن أشياء فانتهوا ، قالوا نفعل قال : أوصيكم أن تعبدوني وتقيموا العدل وتعدلوا بين الناس ، وأنهاكم أن تشركوا بس شيئا وإياكم وقتل النفس الحرام وشراب الخمر والزنا ، قال : ثم قال لهم : اهبطوا إلى الأرض ، قال فهبطوا يخالطوا الناس في المشرب والمطعم والملبس ، وجعل لهم المذاكير ، وجعل فيهم الشهوة كشهوة ابن آدم ، وكانوا يقضون بالنهار ويرتفعون بالليل إلى السماء كأحد الملائكة ، وجبلوا على طبائعهم ، وإذا هبطوا إلى الأرض كانوا في حد بني آدم وطبائعهم ، فلما رأى عزرا ذلك ، وعرف الفتنة ، وعلم أنه لا طاقة له ، فاستعفى ربه جل وعز ، واستقاله فأقاله ، وبقي عزريا ، وعزرائل ، فكان أحدهما صاحب الأمر والآخر صاحب القضاء ، فكان يقضيان في الأرض بالنهار ، ويرتفعان بالليل ، حتى جاءت إليهما امرأة أجمل أهل زمانها ، كانت تسمى بالعربية زهرة ، أناهيد ، وبالفارسية بهذخت قال : فجاءت وعليها قباء من حديد ، وقد شدق وسطها بمنطق من قز ولها ذوائب تبلغ عجيزتها ، قال : دخلت تشكو بعلها ، فوقعت في نفس كل واحد منهما ، وكتم كل واحد منهما شأنهما صاحبه ، ثم قالا لها : أين منزلك ؟ قالت : في موضع كذا وكذا قالا لها : ارجعي يومك حتى ننظر في أمرك فلما قاما عن مجلسهما من يومها ذلك ذهب كل واحد منهما سواء دون صاحبه إلى منزلها ، فاتفقا جميعا على الباب ، فأخبر كل واحد منهما صاحبه بالذي وقع في نفسه منها ، فاستأذنا عليها فأذنت لهما ، ثم راوداها ، فقالت : لا يستقيم هذا أنتما على غير ملتي ، وديني مخالف لدينكما ، فإن أردتما ذلك فادخلا في ديني واسجدا لصنمي ، فقال بعضهم لبعض : هذا الشرك والله جل وعز لايغفر أن يشرك به قالت : فإذا أبيتما ذلك فعندي جارية أملكها أزينها بزينتي ، وأطيبها بطيبي ،وأحليها بحليتي ، وألبسها ثيابي ، فشأنكما وشأنها : قالا : إياك أردنا قالت : أما إذا أبيتما فاشربا خمرا قالا : هذا اهون فمن زاد منهم في الحديث ، وهو قول ثور ، عن مكحول ، أنها قالت لجاريتها : ائتيني بخمر حمراء ، وبخمر بيضاء ، فإذا طعما فأمرتك أن تسقيهما ، فامزجي الحمراء بالبيضاء واسقيهما ففعلت ، فلما أن شربا طاب لهما ، فقالا : زيدينا فزادتهما ، فسكرا ، فواقعا جميع ما سألتهما .
2) حدثنا الحسن ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : قال إسحاق : فقال عثمان : عن ثور ، عن مكحول ، عن معاذ ، قال : قال رسول الله : " الخمر مفتاح كل شر ، وإن خطيتها لتعلو الخطايا ، كما إن شجرتها تعلو الشجر " قال : فلما سكرا من الخمر ، قالا لها : أمكنينا من نفسك قالت : لا دون أن تسجدوا لصنمي فسجدا ، فقالا : أمكنينا من نفسك قالت : إذ دخل عليهم سائل ، فقالت : إن هذا سيذيع علينا فاقتلاه ، فقتلاه فقالا : أمكنينا من نفسك قالت : نعم ، لكن علماني الاسم الذي تصعدان به إلى السماء ، فعلماها قال : فتعلمت فارتفعت في الهواء ، فلم تبلغ حتى مسخها الله كوكبا فكان عمر رحمة الله عليه إذا نظر إلى الزهرة يقول : " بئست المرأة كنت فتنت ملكين " وإذا نظر إلى سهيل اليمن يقول : " بئس الرجل كنت عشار اليمن ".
(3) حدثنا الحسن ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، أنهما قالا لها : أمكنينا من نفسك بعدما شربا الخمر ، وقيض الله لهما ملكا على صورة سائل باسط إليهم ، أن تصدقوا ، فحملا عليه بالسيف ليقتلاه ، من بينهم فأفاقا عند ذلك ، ورجعت إليهما أنفسهم .
(4) حدثنا الحسن ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا إسحاق أبو حذيفة ، قال : حدثنا ابن سمعان بن فهد ، قال : تمثل لهما إبليس في صورة سائل والله جل وعز أعلم أي ذلك كان وقال بعضأهل العلم : ما كانا ملكين ، إنما كانا عبدين .
صفحة ٤