وهذا يبين عن مسألة تاريخية أخرى، إذا تساءلنا: لماذا أم الإسكندر «فرطنيوم» لما أراد الذهاب إلى سيوة، ولم يخترق الصحراء مجتازا وادي النطرون، وهو الطريق الأقرب لمن يخرج من مصر إلى سيوة رأسا، كما يقول «مهفي»؟
71
ينزع «هوجرث»
72
إلى القول بأن الإسكندر إنما هبط «فرطنيوم» زاحفا من مصر ليمتلك «قورينة»؛ فلما وفد إليه رسل تلك المدينة، ومعهم بضع مئات من فحول الخيل الكريمة هدية وعنوانا على خضوع مدينتهم وولائها له، عدل عن الزحف إليها، وضرب بحملته في مجاهل الصحراء، ليزور معبد «أمون».
غير أن الحملة الحربية على «قورينة» لم ينوه بها مؤرخ من ثقات الأقدمين، والرسل الذين وفدوا إلى «الإسكندر» من أهل «قورينة» لم يذكرهم «أريان»،
73
وربما كان ذكرهم راجعا إلى ما كتب «إقليطرخوس»،
74
الذي استمد منه كل من «ديوذورس»
صفحة غير معروفة