وقالت أختها: فضحتنا يا زهرة في الزيادية كلها.
فقالت زهرة بغضب وحدة: أنا حرة ولا شأن لأحد بي. - لو كان جدك يستطيع السفر ... - لا أحد لي بعد أبي. - يا للعيب! .. هل كفر لأنه أراد أن يزوجك من رجل مستور؟ - أراد أن يبيعني. - الله يسامحك .. قومي معنا. - لن أرجع ولو رجع الأموات.
وهم زوج أختها بالكلام ولكنها بادرته: لا شأن لك بي!
وأشارت إلى المدام قائلة: إني أعمل هنا كما يعمل الشرفاء وأعيش من عرق جبيني.
خيل إلي أنهما يودان أن يصارحاها برأيهما في المدام والبنسيون وتمثال العذراء ولكنهما لا يستطيعان. وقالت المدام: زهرة ابنة رجل كنت أحترمه، إني أعاملها كابنة، فأهلا بها إن أرادت البقاء.
ونظرت المدام إلي كأنما تستحثني على الكلام، فقلت: فكري يا زهرة واختاري.
لكنها قالت بإصرار: لن أرجع ولو رجع الأموات!
انتهت الرحلة بالفشل فمضى الرجل بزوجته وهو يقول لزهرة: القتل لك حق وعدل.
وجعلنا نناقش الموضوع، ونقول ونعيد، حتى قالت لي زهرة: خبرني عن رأيك صراحة؟
فقلت: أتمنى أن ترجعي إلى قريتك! - أرجع للهوان؟ - قلت «أتمنى» يا زهرة .. أقصد أن ترجعي وأن يكون في الرجوع سعادتك. - إني أحب الأرض والقرية ولكني لا أحب الشقاء.
صفحة غير معروفة