============================================================
1 منهاج القاصدين وشفيد الصادقين فأما وقت صلاة الكسوف؛ فمن حين الكسوف إلى حين التجلي، وأما موضعها؛ فموضع الجمعة وينادى لها: الصلاة جامعة. وأما صفتها؛ فهي آن يصلي بهم ركعتين يحرم بالأولى ويستفتح ويستعيذ، ويقرأ الفاتحة وسورة البقرة يجهر بالقراءة، ثم يركع فيطيل الركوع، ويسبح بمقدار مائة آية، ثم يرفع فيسمع ويحمد(1)، ثم يقرأ الفاتحة وآل عمران، ثم يركع دون الركوع الأول، ثم يرفع فيسمع ويحمد، ثم يسجد سجدتين فيطيل التسبيح فيهما بقدر الركوع، ثم يقوم إلى الثانية فيفعل مثل ذلك إلا أنه يقرأ بالنساء في القيام الأول وبالمائدة في الثاني ، ثم يسجد سجدتين، ويتشهد ويسلم، فيكون في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان.
وعن الإمام أحمد رحمه الله أنه يفعل في كل ركعة أربع ركوعات على نحو ما ذكرنا وسجدتين فإن تجلى الكسوف وهو في الصلاة خففها.
والثانية: صلاة الاستسقاء: وصفتها في موضعها وأحكامها صفة صلاة العيد. ويستحب له التنظف، ولا يتطيب، وإذا أراد الخروج لذلك وعظ الناس وأمرهم بالتوبة من الذنوب، والخروج من المظالم، والصيام، والصدقة، ثم يخرج متواضعا متخشعا متذللا، ويخرج معه الشيوخ والعجائز والصبيان، فإذا صلى بهم خطب خطبة يفتتحها بالتكبير كما يفعل في خطبة العيد، ويكثر من الصلاة على رسول الله ، ويقرأ فيها: اشتغفروا ربكم إنه كان غفارا [نوح: 10] الآيات، ويرفع يديه فيدعو بدعاء النبي: "اللهم اسقنا غيئا مغيثا مريئا هنيئا مربعا غدقا مجللا سحا عاما طبقا دائما، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا مخقي ولا بلاء ولا هذم، ولا غرق، اللهم إن بالعباد والبلاد والخلق من اللأواء والجهد والضنك ما لا شكوى منه إلا إليك، اللهم أنبث لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والغري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك"(2).
(1) أي يقول: سمع الله لمن حمده.
(2) أخرجه بنحوه الطبراني في الأوسط (7615)، من حديث أنس بن مالك:
صفحة ١٥٠