============================================================
واحسانه العميم : أنه إذا علم الصدق من قلب العبد.. فإنه يرضي خصماءه عنه من خزانة فضله، ولا حكم(1)، فاعلم هذذه حقها راشدا، فهذه هذه .
فإذا أنت عملت ما وصفناه، وبرأت القلب عن اختيار مثلها في المستقبل.: فقد خرجت من الدنوب كلها، وإن حصلت منك تبرئة القلب، ولم يحصل منك قضاء الفوائت، وإرضاء الخصوم. . فالتبعات لازمة(2)، وسائر الذنوب مغفورة.
ولهذا الباب شرخ يطول؛ فلا يحتمله هلذا المختصر، وانظر (كتاب التوبة) من كتب " إحياء علوم الدين" أولا ، وكتاب " القربة إلى الله تعالى" ثانيا، وكتاب " الغاية القصوى" ثالثا. . تجذ فوائد كثيرة، وشرحا جما ، والذي ذكرناه ههنا هو الأصل الذي لا بد منه ، وبالله التوفيق.
فتاى (في بيان حقيقة التوبة وما جاء في ذلك من أقوال السلف] ثم اعلم يقينا أن هلذه العقبة عقبة صعبة، أمزآها مهم ، وضررها عظيم ، فلقد بلغنا عن الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني رحمه الله تعالى - وكان من الراسخين في العلم ، العاملين به - : أنه قال : دعوث الله سبحانه ثلاثين سنة أن يرزقني توبة نصوحا، ثم تعجبت في نفسي وقلت : سبحان الله! حاجة دعوت الله سبحانه فيها ثلاثين سنة فما قضيت إلى الآن ، فرأيت فيما يرى النائم كأن قائلا يقول لي : أتتعجب من ذلك ؟ أتدري ماذا تسأل الله سبحانه ؟
إنما تسأل الله سبحانه أن يحبك ، أما سمغت قوله تعالى : { إن الله يحب التوابين ويحث المتطهرير} ؟ أهلذه حاجة هينة؟
فانظر إلى هؤلاء الأئمة واهتمامهم، ومواظبتهم على صلاح قلوبهم، والترؤد لمعادهم:
صفحة ٦٠