============================================================
ما يكون با من) التجريدية كما هنا، نحو قولهم : لي من فلان صديق حميم؛ أي: قريب يهتم لأمره؛ أي : بلغ فلان من الصداقة حدا يصح معه أن يستخلص منه فلان آخر مثله في الصداقة، فهو صلى الله عليه وسلم لكماله في صفة الكرم صح أن ينتزع منه شخص كريم، مبالغة في صفة كرمه وكماله فيه، ثم ذلك الكريم الذي ظهر- وهو محمد صلى الله عليه وسلم - وجد (من) أصل آب وأم (كريم) أي: سالم من نقص الجاهلية، فالكريم هنا وفيما بعده غيره ثم، كما علم مما مر ويأتي، وهنذا ظاهر في اسلام أبويه صلى الله عليه وسلم، ومر ما في ذلك (آباؤه) جميعهم - كما أفادته الإضافة - من لدن آدم إليه صلى الله عليه وسلم، وأراد بالاباء : ما يشمل الأمهات ؛ لما قدمه أن النوعين مختاران، والاختيار والكرم مآلهما واحد (كرماء) أي : سالمون من سفاح الجاهلية وتقصهم تنبيه: قال ابن دحية: أجمع العلماء - والاجماع حجة - على أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب.. لم يجاوز عدنان، وفي ه مسند الفردوس " عن ابن عباس: انه صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب.. لم يجاوز معد بن عدنان، ثم يمسك ويقول : "كذب النسابون " للكن قال السهيلي : (الأصح : أن هلذا من قول ابن مسعود)(1) قال غيره : (كان ابن مسعود إذا قرأ : { وآلذيب من بعدهم لا يعلمهم إلا الله قال : كذب النسابون)(2) أي : لأنهم يدعون علم الأنساب وقد نفى الله علمها عن العباد: وعن ابن عباس : (بين إسماعيل وعدنان ثلاثون أبا لا يعرفون)(2) ومن ثم أنكر مالك رضي الله تعالى عنه على من يرفع نسبه إلى آدم وقال : من أخبره بهلذا ؟! أي : أن ذلك من كلام المؤرخين الذي لا دليل عليه ولا ثقة به ، مع ما فيه من التخليط والتغيير وقلة الفائدة (1) الروض الأنف (34/1) (2) ذكره البغوي في " تفسيره "(3/ 27) (3) ذكره البغوي في تفسيره *(27/3)
صفحة ٤٢