============================================================
يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف وعلى تفتن واصفيه بخشنه [من الطويل) وإنه لحقيق بقول القائل: فما بلغت كفك أمريء متناولا من المجد إلا والذي نال أطول ولو حذقوا إلا الذي فيه أفضل ولا بلغ المهدون في القول مذحة (من الكامل] ولابن خطيب الأندلس: يثني على علياك نظم مديحي مدحثك آيات الكتاب فما عسى كان القصور قصار كل فصيح وإذا كتاب الله أثنى مفصحا وقد رئي العارف المحقق السراج ابن الفارض السعدي رضي الله عنه في النوم، فقيل له : لم لا مدحت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ - أي: بالتصريح، وإلا.. فنظمه في الحقيقة إما في الحضرة الإللهية، أو فيه صلى الله عليه وسلم - فقال: (من الطويل] أرى كل مذح فيي النبي مقصرا وإن بالغ المثشي عليه واكثرا 2 إذا الله أثنى بألذي هو أفله عليه فما مقدار ما تمدح ألورى ؟
قال البدر الزركشي: ولهذا لم يتعاط فحول الشعراء المتقدمين- كابي تمام والبحتري وابن الرومي مدحه صلى الله عليه وسلم، وكان مدحه عندهم من أصعب ما يحاولونه؛ فإن المعاني وإن جلت دون مرتبته، والأوصاف وإن كملت دون وصفه، وكل غلو في حقه تقصير، فيضيق على البليغ النطاق، فلا يبلغ إلا قليلا من كثير.
هلذا وإن من أبلغ ما مدح به النبي صلى الله عليه وسلم من النظم الرائق البديع، وأحسن ما كشف عن كثير من شمائله من الوزن الفائق المنيع، وأجمع ما حوته قصيدة من مآثره وخصائصه ومعجزاته، وأفصح ما أشارت إليه منظومة من بدائع كمالاته.
ما صاغه صوغ التبر الأحمر، ونظمه نظم الدر والجوهر، الشيخ الإمام، العارف الكامل الهمام، المتفنن المحقق، البليغ الأديب المدقق، إمام الشعراء وأشعر العلماء، وبليغ الفصحاء وأفصح البلغاء، الشيخ شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج بن هلال الصنهاجي ولد سنة ثمان وست مئق، وأخذ عنه الإمام أبو حيان، والإمام اليعمري أبو الفتح
صفحة ٣