============================================================
وبد فمما يتعين على كل مكلف أن يعتقد أن كمالات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا تحصى، وأن أحواله وصفاته وشمائله لا تستقصى، وأن خصائصه ومعجزاته لم تجتمع قط في مخلوق، وأن حقه على الكمل - فضلأ عن غيرهم - أعظم الحقوق، وأنه لا يقوم ببعض ذلك إلا من بذل وسعه في اجلاله وتوقيره وإعظامه، واستجلاء مناقبه ومآثره وحكمه وأحكامه، وأن المادحين لجنابه العلي، والواصفين لكماله الجلي.. لم يصلوا إلا إلى قل من كل لا حد لنهايته ، وغيض من فيض لا وصول إلى غايته، ومن ثم كان أبلغ بيت هنا المطلع الأتي ، كما يعلم مما يأتي فيه وفي " بردة انا نضد رشرد اله لنسن ل شرب ضان بلا نال المديح": ثم يليه: دع ما ادعنه النصارى في نبيهم وأحكم بما شنت مذحا فيه وآختكم ثم يليه: فميلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم ثم يليه: فاق النبئين في خلق وفي خلق ولم يدانوه في علم ولا كرم فهم مقصرون عما هنالك، قاصرون عن آداء كل ما يتعين من ذلك، كيف وأي الكتاب مفصحة عن علاه بما يبهر العقول، ومصرحة من صفاته بما لا يستطاع إليه الوصول ؟1 امن البسيط) وقد قيل: ماذا عسى الشعراء اليؤم تندحه من بعد ما مدحث حسم تنزيل فعلم أنه لو بالغ الأولون والاخرون في إحصاء مناقبه. لعجزوا عن استقصاء ما حباه به مولاه الكريم من مواهبه، ولكان الملم بساحل بحرها مقصرا عن حصر [من الكامل] بعض فخرها، ولقد صح لمحبيه أن ينشدوا فيه :
صفحة ٢