============================================================
وفي هلذا من الأبلغية في المدح ما لا يخفى ؛ لأن الأنبياء مع كمالهم الأكبر إذا عجزوا عن إدراك حقائق صفاته العلية. . كان غيرهم أعجز، لا يقال : هذذا يستغنى عنه بما يأتي في قوله : إلا بشرث قؤمها بك الأنبياء لأن ذلك في مطلق تبشيرهم بأنه سيوجد، وهذا في بيان صفات ذلك المبشر به وعلى أنه للواصفين (1) : أنهم وإن اكثروا الأوصاف وتفنتوا في ايرادها على أبلغ أنواع البلاغة وأكمل قوانين الفصاحة.. فغاية ما وصلوا إليه أن أدركوا لوائح منها، وعجزوا عن إدراك شيء من حقائقها، كما أن غاية من يرى النجوم في الماء أنه يدرك مباديء أوصافها، ويعجز عن إدراك حقائقها وقد شرح الناظم هذا بقوله في " بردة المديح" : أعيا الورى فهم معناه (البيتين)(2) وهلذا البيت من جملة التذييل أيضا، بناء على المعنى الأول؛ لأنه برهان ظاهر على ما قدمه من نفي المساواة، بل في الحقيقة القصيدة كلها برهان على مطلعها، وشرح وبيان له كما مر: ولما قرر أن ما أوتيه من المزايا لا تدرك غاياتها، بل ولا حقائقها.. زاد ذلك تقريرا وتمكينا في النفوس فقال : ت!
أثت مضباح كل فضلي فما تض دد إلا عن ضويك الأضواء ال (أنت) أيها العلم الفرد الذي لا يساوى، بل ولا يدانى (مصباح) أي : سراج، (1) أي : الضمير في قول الناظم رحمه الله: (إنما مثلوا.) (2) وهما: اعيا الورى فهم معتاه فليس يرى في القرب والبعد فيه غير منفم كالشم تظهر للعينين من بقد صغيرة وتكل الطرف من أمم
صفحة ٢٥