============================================================
إلى التبري من الموت الذي استعظموه ذهولا عن كونه من شأن الإلكه.
وأنكر قوم إفادة ( إنما) له، وترد عليهم آيات كثيرة نحو : إنما العلر عند الله) ، انمايا نيكم يه الله).
واعلم : أن المحصور فيه هو الأخير، ومن ثم كان مفاد: إنما قام زيد إثبات القيام لزيد ونفيه عن غيره، و: إنما زيد قائم إثباته له ونفي غيره عنه (مثلوا) أي: صور الأنبياء أو الواصفون لشمائلك ، وهو الأقرب وإن لم يجر له ذكر؛ لأنه معلوم على حد: { حى توارت بالحجاب (صفاتك) جمع صفة، وهي: ما دل على معنى زائد على الذات، محسوس كالأبيض، أو معقول كالعالم (للناس) من الأنس، فيختص ببني آدم، فأصله: الأناس، حذفت همزته تخفيفا، لا لتعويض (آل) عنها؛ للجمع بينهما، أو من نوس، إذا تحرك، فيعم الجن، كذا قيل، والذي في " القاموس" : (الناس يكون من الإنس ومن الجن جمع أنس، أصله : أناس جمع عزيز، أدخل عليه " أل 4) ثم قال : (وناس الإبل: ساقها، وأناسه: حركه): (ك) نعت لمصدر محذوف مفعول مطلق لا مثلوا) أي: تمثيلأ مثل (ما): مصدرية (مثل النجوم الماء) أصله : موه بالتحريك، فهمزته بدل من الهاء، وهو جوهر، قيل: لالون له، وإنما يتكيف بلون مقابله، والحق خلافه، فقيل: أبيض، وقيل: أسود.
والمعنى على أن الضمير للأنبياء : أن ما شاركهم فيه من الصفات - وإن كملت - لم يصل لأدناها غيرهم ؛ لأنها فيه بلغت من الكمال مالم يبلغه مخلوق، فهي فيه حقيقة كالنجوم الحقيقية المرئية من غير حاثل، وفيهم كصور النجوم التي ترى في الماء دون حقيقتها، وشتان ما بينهما، وإسناد ذلك التصوير إليهم على هذذا مجاز عقلي، كقول الموحد: أنبت الربيع البقل، ويحتمل أنه لمح بذلك إلى ما علم من حال الأنبياء أنهم نعتوا صفاته الكريمة لأممهم وصوروها لهم، لكنهم مع ذلك لم يصلوا لتصوير كنهها؛ لعدم إحاطتهم به، وإتما غاية ما وصلوا إليه تصوير صورها الحاكية لمباديها، كما أن الماء لم يحك من النجوم إلا مجرد صورها لا غير:
صفحة ٢٤