109

Minah Makkiyya

تصانيف

============================================================

قلت : (حتى) هنا ابتدائية لا غائية، و(أو) الناصبة إنما تكون بمعنى (حتى) الغائية لا غير، وقد صرح بذلك الأئمة، ولخصه الجلال السيوطي في " شرح جمع الجوامع" له حيث قال ما ملخصه : (إن حتى الابتدائية تليها الجملتان الاسمية والمضارعية والماضوية والمصدرة بشرط، وأما زعم ابن مالك آنها جارة غائية قبل الفعل الماضي بإضمار " أن" بعدها على تأويل المصدر.. فغلطه فيه أبو حيان، وتبعه ابن هشام فقال : لا أعرف له في ذلك سلفا، وفيه تكلف إضمار من غير ضرورة، وردوا زعمه هو والأخفش : أنها جارة قبل "إذا "، وأن " إذا" في موضع جر بها بأنه خلاف ما عليه الجمهور: آنها ابتدائية، و1 إذا" في موضع نصب بشرطها أو جوابها)(1) ثم قال الجلال : (قال بعض شيوخنا: ضابط "حتى": أنها إذا وقع بعدها اسم مفرد مجرور آو مضارع منصوب.. فحرف جر، آو اسم مرفوع أو منصوب.. فحرف عطف، أو جملة- أي: ماضوية- فحرف ابتداء، ولا محل لهاذه الجملة) اه(2) وهذا كله صريح كما ترى في أن كل جملة ماضوية دخلت عليها (حتى) في القرآن أو غيره تكون (حتى) حينثذ ابتدائية، ولا تكون جارة بمعنى (إلى آن) وإن صح المعنى؛ لما مر أن ذلك يحتاج لتقدير ما لا حاجة إليه، وإذا تقرر أن (حتى) الغائية لا تدخل على الماضي. . ف( أو) التي بمعناها أولى: فإن قلت : لم قست (أو) على (حتى) الغائية في منع دخولها على الماضي ولم تقسها على ( إلى أن) أو (إلا أن) اللذين بمعناها؟

قلت: أما كونها بمعنى (إلا أن).. فهو ما ذكره ابن مالك، وقد رد عليه حتى ولده، ومن ثم قال أبو حيان : قد أغنانا ولده عن الرد عليه، وعلى التنزل ف( إلا أن) لا تدخل على الماضي إلا عند قوم بشرط أن يتقدمه فعل أو (قد) كما هو مقرر في محله، وأما كونها بمعنى (إلى أن).. فوجهه: أن (حتى) إنما امتنع دخولها على الماضي لكونها غائية كما مر مبسوطأ، وهذا المعنى موجود في ( إلى أن) بطريق () همع الهوامع (426/2) (2) همع الهوامع (428/2)

صفحة ١٠٩