وينبعي أيضا ان ينظر في سنة القران أو في السنة التي تنتهي إليها السنة من طالع القران إلى موضع القران أو إلى بعض مثلثاته فإن اتفق أن يكون نحس في ذلك المكان كان الخوف قاطعا وإن كان مكان النحس سعد كان الخوف زائلا فإن كان نحسا وكان القران في الربع الأول خيف على القائم في أول تلك السنة وكذلك إن كان في سائر الأرباع حكم بالخوف في سائر أرباع السنة على هذه الجهة وإذا عرض انتقال من مثلثة إلى مثلثة وكان القران في بيت المشتري أو شرفه دل ذلك على كثرة الأسفار عليه وقتله وإذا كان زحل محترقا مجاسدا لجزء الشمس لم تتم له سنة ويكون ذلك منذرا بقتله وإذا كان صاحب وسط السماء في البرج الذي انتهى إليه أمر السنين دل ذلك على موته فإن نحسه المريخ دل على قتله وإذا قام قائم في سنة قران المثلثة ونظر المريخ إلى موضع القران من سائر الأشكال بغير نظر من السعود كان ذلك دليلا على القتل وإن لم ينظر ذلك دل على الموت وربما دل على هربه فإذا قام قائم في سنه ولم يكن زحل بمنظر من المشتري في وقت التحويل دل على عدم الخوارج في طول مدته فإن لم ينظر المريخ دل على عدم الحروب في طول مدته فإن كان المريخ يناظر زحل وهو مقبول في سنة قيامه كانت الحروب ضعيفة في طول مدته فإن كان زحل قابلا له كان ذلك له أشد تاكيدا في الضعف وإن كان مقابلا له في وقت التحويل ولم يكن بينهما قبول دل ذلك على كثرة الحروب والفتن فإن كان مع ذلك زحل والمشتري المولى على ذلك الإقليم كان دليل وثوب العوام عليه وقتله ووقوع الفتن بعده وأكثر ما يعرض الفتن وسيما في دولة العرب قبل حلول الأرباع أو بعدها بمقدار سبع سنين أو أقل من ذلك أو أكثر
ومثال ذلك أن التسيير في سنة الملة انتهى إلى درجة الحادي والعشرين من الحوت فلما انتهى التسيير إلى ك درجة من الجوزاء قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وذلك سنة فا من تحويل سنة انتقال المثلثة ولما اتتهى التسيير إلى ك درجة من السنبلة على رأس ض سنة من مقتل عثمان بن عفان قتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم ولما انتهى التسيير إلى ك درجة من برج القوس وذلك في آخر خلافة الواثق قتل المتوكل بعد استيفاء الربع ووقعت الفتن وكثرت الاختلافات
صفحة ١١٠