فأما آيات نبوتهم فإن استنباط معرفة ذلك يكون من المبتز على طوالع مواليدهم فإن كان المبتز على ذلك زحل دل على أن إظهارهم يكون للأشياء المعجزة المعجبة وإن كان المشتري دل على أن إظهارهم يكون للزهد وأمر الناس باستعمال ذلك ومحاربتهم عليه وإن كان أحد النيرين وكان في موضع محمود من الطالع دل على إظهار ما يأتون به وإنارته وعلى تفخيم الآيات وظهورها فإن صلحت مواضعها كان أقوى لذلك وسيما إذا كان الدليل على ذلك القمر في وقت مفارقته لعقدة الاجتماع فإنه دليل على تأكيد ما وصفنا ويكونون ممن يؤثرون الحكمة في حداثتهم وكذلك إذا انصرف القمر أيضا عن عقدة الاجتماع واتصل بكوكب يقبله دل على أنهم يكونون مع ذلك مقبول القول
وأما كيفية معرفة الوقت الذي يظهرون فيه فإنه يستنبط من طالع القران وموضع القران الدالين على خروجهم فإن كان الطالع أحد بيوت الكواكب العلوية أوشرف المشتري وبيت القمروكان زحل في وتد بالعدد أو بالتعديل فإن التسيير يكون من طالع القران إلى موضع القران لكل برج سنة فإن لم يكن الطالع أحد ما وصفنا فإن التسيير يكون من القران إلى طالع القران لكل برج سنة إلا إن يكون البرج مجسدا فإن ذلك دليل على أنه يكون وقت ولادتهم في وقت عود الدور من الطالع إلى موضع القران او من موضع القران إلى موضع الطالع ويكون ظهورهم وقت عود القران إلى البرج الذي كان فيه القران عند مواليدهم وربما كان في القران التالي لذلك القران كما وصفنا آنفا ويكون مقدار كمية سنيه كمثل الزمن الذي بين وقت ولادتهم إلى وقت ظهورهم ويكون خروجهم من مدن البرج الذي يقع القران فيه ويكون إحداثهم في مدن البروج المربعة لطالع القران وتكون أيام مددهم في سلطانهم بقدر سني صاحب برج المدينة التي تظهر الإحداث الصغرى فيها وتكون نكبتهم عند فساد صاحب ذلك البرج باحتراق أو بغيره وسيما إذا كان ذلك في أحد أوتاد البروج التي ظهرت أفعالهم فيها
صفحة ٤٠