المسألة الحادية عشرة: في خواص الاستعاذة من الشيطان الرجيم وفضائلها وذكر شيء مما يستعان به على دفع الشيطان من الأذكار وغيرها اعلم أن الشيطان لعنه الله قد بذل نفسه وعمره في إفساد أحوال بني آدم، وقد أمر الله بالحذر منه واجتنابه، وأبان لنا شدة عداوته في محكم كتابه، فالواجب على العاقل أن يأخذ منه حذره، ويستدفع شره بكل ما قدر عليه، فإنه لا يحصل الفوز بالنعيم، والنجاة من العذاب الأليم إلا لمن سلم من هذا الشيطان الرجيم، ولهذا قيل: من كان يرجو الجنان، ويخاف النيران، فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وقد أرشدنا الله في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما ينجينا من شره، فقال تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله}[الأعراف:200]، وأخبر تعالى أنه لا سلطان له على أولياء الله، وورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأذكار والأعمال ونحوها شيء كثير، ونحن نذكر بعضا منها في هذا الموضع إلا ما كان متعلقا بالسور والآيات فنؤخره إلى مواضعه.
روي عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من قال أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في اليوم عشر مرات وكل الله به ملكا يذود عنه الشيطان كما تذاد غريبة الإبل)).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((من قال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم عشر مرات في أول النهار أو في أول الليل عصم في ذلك اليوم أو في تلك الليلة من الشيطان الرجيم)).
وعن معاذ قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأغرقا فيه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((إني لأعلم كلمة لو قالاها لذهب عنهما ذلك وهي قوله: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)).
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إذا فزع أحدكم من النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لا تضره)).
صفحة ٢٣٨