مفتاح السعادة
السيد العلامة المجتهد/ علي بن محمد بن يحيى العجري
أعد هذا الكتاب إلكترونيا
قطب الدين بن محمد الشروني الجعفري
للتواصل
صفحة ١
مقدمة التحقيق
كلمة شكر
أتقدم بخالص الشكر والتقدير والعرفان لكل من تعاون معي في إخراج هذا الكتاب، وأخص بالذكر (مؤسسة الإمام زيد بن علي عليه السلام الثقافية).
وكذلك السيد العلامة نجل المؤلف يحي بن علي بن محمد العجري، الذي أشرف على التصحيح والمقابلة، والسيد العلامة نجل المؤلف محمد بن علي العجري، الذي تحمل النصيب الأكبر من المراجعة والملاحظة.
وكذلك أحفاد المؤلف رحمه الله تعالى وهم الأخوة الأفاضل، السيد العلامة عبدالرحمن بن يحيى العجري، والسيد العلامة محمد بن يحيى العجري، والسيد الأستاذ عبدالله بن أحمد بن يحيى العجري، والسيد الأستاذ عبدالكريم بن أحمد بن يحيى العجري، ولقد أبروا بعملهم هذا والدهم رحمه الله تعالى ، فجزاهم الله خير الجزاء، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، إنه على كل شيء قدير..
عبدالله بن حمود العزي
صفحة ٢
كلمة بقلم نجل المؤلف السيد العلامة
يحيى بن علي العجري حفظه الله تعالى
كتب إلي رسالة قمت باختصارها وإيرادها هنا تلبية لطلبه: جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله:
الولد العلامة النجيب، الأديب، الذكي الألمعي عبدالله بن حمود العزي حفظه الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقد سررنا غاية السرور بما قمتم به من هذا العمل المبرور والسعي المشكور، والإهتمام بنشر مؤلفات أئمتنا وعلمائنا، والانتفاع بعلومهم، ومنها: كتب والدنا العلامة المجتهد الولي علي بن محمد العجري رحمه الله تعالى فلكم في ذلك الفضل الكثير والثناء الحسن، وفقكم الله لما فيه رشدكم من المساعي المرضية والأعمال الخيرية.
ونسأل الله أن يحقق بكم الآمال في الحال والمآل، زادكم الله نورا وتنويرا وهداية وبصيرة وعلما وحلما وفهما، وفي حفظ الله وحسن رعايته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
والدكم/ مستمد الدعاء وباذله
الحقير يحيى بن علي العجري
صفحة ٣
مقدمة التحقيق
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وبعد
فإن القرآن الكريم هو معجزة الإسلام الخالدة، ودستوره المجيد: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}[فصلت: 42] حمل في طياته عزائم الرسالة، ومعاقد التشريع، ومناهج التربية، والتوجيه، والتبليغ.
ومن المعروف أن الكلام عنه وأهميته وموضوعاته يحتاج إلى مجلدات ضخمة، ودراسات موسعة معمقة، فما من آية من آياته إلا وهي ناطقة بأصالته وفصاحته: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}[فصلت: 53].
ولقد حدد القرآن الكريم مواصفاته باعتباره كلام الله تعالى، ووحيه الكامل: {والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير}[فاطر: 31]. ثم يذكر الذين أورثهم فهمه، ورزقهم تأويله وعلمه، فيقول: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير}[فاطر: 32].
صفحة ٤
فهو المنهج السليم، والحكم العدل القويم، وصمام الأمان، والمهيمن على الزمان والمكان، يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : ((فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه قاده إلى النار، هو الدليل الذي يدل على خير سبيل، وكتاب تفصيل وبيان وتحصيل، والفصل ليس بالهزل، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى، ومنارات الحكمة، والدليل على المعرفة لمن عرف الطريقة، فليولج رجل بصره، وليبلغ الطريقة نظره، ينج من عطب، ويتخلص من أشب، فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، بحسن تخلص وقلة تربص)).
ومما لا شك فيه أن المسلمين بمختلف اتجاهاتهم قد أولو القرآن العظيم جل اهتمامهم، وخلاصة جهودهم، وخصوه بالدراسات المعمقة والتفاسير المتنوعة، إلا أنها لا تخلو من ملاحظات، ولكل منها خصائص ومميزات، وسلبيات وإيجابيات.
صفحة ٥
أهل البيت عليهم السلام والتفسير
ولأهل البيت" الجهد الأكبر والإعتناء الأعظم بالقرآن الكريم وتفسيره، ومما يطمئن النفس، ويريح الضمير، هو الإعتماد على تفاسيرهم؛ لأن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قرنهم بهذا القرآن الكريم في حديث الثقلين المشهور، الذي أجمعت على روايته جميع الطوائف، وورد في أكثر المجاميع والمسانيد والمعاجم بأسانيد معتمدة، وروايات متعددة تؤكد شهرته وصحته.
صفحة ٦
ومن أهم كتبهم في التفسير
1- تفسير (الغريب) للإمام زيد بن علي عليه السلام ، المتوفى سنة 122ه طبع.
2- تفسير الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام ، المتوفى سنة 246ه. وقد تضمن كتاب (المصابيح) وهو مجموع تفاسير أهل البيت" جزءا منه.
3- تفسير الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم عليه السلام ، المتوفى سنة 284ه، وقد تضمن كتاب (المصابيح) في التفسير جزءا منه.
4- تفسير الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين"، المتوفى سنة 298ه، وقد تضمن كتاب (المصابيح) في التفسير كذلك جزءا منه.
5- تفسير الإمام المرتضى لدين الله محمد بن الهادي عليهما السلام المتوفى سنة 310ه، وقد تضمن كتاب (المصابيح) في التفسير جزءا منه.
6- تفسير الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي عليهما السلام المتوفى سنة 325ه.
وهذه التفاسير الخمسة الأخيرة توجد في بعض المكتبات الخاصة والعامة، كما أن منها ما هو ملخص في كتاب (المصابيح الساطعة الأنوار) الذي جمعه العلامة عبدالله بن أحمد الشرفي، المتوفى سنة 1062ه، طبع منه ثلاثة أجزاء والباقي يطبع تباعا ومنها ما هو مجموع في كتاب جمعه أبو العباس منصور بن موسى الخطاب، ذكره الدكتور عدنان زرزور في كتابه (الحاكم الجشمي) حيث قال: ((ولدينا اليوم من هذه التفاسير الخمسة، أو من كلام هؤلاء الأئمة يعني الإمام القاسم، وابنه الإمام محمد بن القاسم، والإمام الهادي وولديه عليهم السلام جميعا تفسير القرآن بعامه مجموع هام يقع في حوالي أربعمائة ورقة خطية، قام بعمله أبو العباس منصور بن موسى الخطاب رحمه الله)).
ومن الملاحظ على الدكتور عدنان أنه خلط بين تفاسير أهل البيت (الزيدية) وتفاسير (المعتزلة) وجعلها تحت مسمى (تفاسير المعتزلة) وهذا خلط عجيب بلا مستند صحيح، وقد وقع فيه كثير من الكتاب.
صفحة ٧
والذي نؤكده أن للزيدية تفاسير خاصة تخالف المعتزلة ومناهج خاصة في الأصول تخالف المعتزلة، يلاحظها القارئ الكريم عند تصفحه لهذا الكتاب الذي بين يديه، وغيره من الكتب الأصولية، ك(مجموع السيد حميدان) للسيد العلامة الشهير حميدان بن يحيى حميدان، المتوفى في القرن السابع الهجري، وكتاب (اللآلئ الدرية شرح الأبيات الفخرية) للعلامة الكبير محمد بن يحيى بن الحسن القاسمي رحمه الله تعالى المتوفى في القرن الثامن الهجري.
7 تفسير المحدث الحبري، المتوفى سنة 286ه، وقد طبع.
8 تفسير (البرهان) لأبي الفتح الديلمي، المتوفى سنة 444ه.
9 تفاسير الحاكم الجشمي، المتوفى سنة 494ه. وهي عديدة أشهرها (التهذيب) و(تنبيه الغافلين) و(المبسوط) و(الموجز) ولا شك أنه قد كان معتزليا ثم تزيد أي دخل المذهب الزيدي.
10 تفسير (الثمرات) للفقيه يوسف بن أحمد بن عثمان الثلائي، المتوفى سنة (832ه) وهو خاص بآيات الأحكام وقد طبع مؤخرا.
وهنالك غيرها من التفاسير، والغرض الإشارة لا التفصيل.
صفحة ٨
هذا الكتاب
وهذا الكتاب الذي بين يديك الكريمتين يعد من أهم الكتب في تفسير القرآن الكريم، وقد تميز بأبحاثه الكثيرة، ومسائله العديدة.
وقد سلك فيه مؤلفه رحمه الله تعالى مسلكا رائعا، ومنهجا فريدا، حيث مزجه بتفاسير الأئمة المتقدمين والمتأخرين، وضمنه بحوثا رائعة احتوت مسائل هامة جدا.
وإذا كان للتفسير طرقه وأنواعه، فإن للمؤلف رحمه الله تعالى طرقا خاصة وابتكارات رائعة، ففي الوقت الذي نرى فيه أن كل مفسر سلك نوعا من أنواع التفسير وطريقة من طرق التأليف والتصنيف، فمنهم من فسر بالمأثور، ك(ابن كثير) و(الطبراني)، ومنهم من فسر التفسير الكلامي ك (الرازي) ومنهم من فسر التفسير البياني ك(الزمخشري) و(البيضاوي)، وغيرهم. ندرك أن مؤلف هذا الكتاب قد جمع بين هذه الأنواع من التفاسير، مع ملاحظة عدم الوقوع فيما وقع فيه بعضهم من الهفوات والفلتات.
ففي التفسير بالمأثور: ذكر الروايات الصحيحة وفند الروايات الضعيفة التي تساهل فيها بعض من فسر بالمأثور.
وفي التفسير الكلامي: ناقش المواضيع العقدية والكلامية، وأوضح كيفية فهمها، وفند شبها وقع فيها بعض من فسر كلاميا ك(الرازي).
وأما التفسير البياني: فقد وضع معنى كل آية، ووجه بيانها بعيدا عن التطويل.
ومن الملاحظ أنه جمع بين هذه الأنواع من التفاسير في تفسير واحد، وعلى هذا فقد شارك كل مفسر فيما تميز به ولم يشاركوه فيما تميز به، وتفرد بذكره ومناقشته.
وقد أودعه من الأبحاث العقائدية، والمناقشات الكلامية، والمسائل الفقهية، بما لا نستطيع وصفه، فما من موضوع حارت فيه الأفكار أو مسألة وقف عندها النظار، إلا وذكرها بأكثر مما ذكروها، وشرحها بأحسن مما شرحوها، سالكا فيها مسالك الإنصاف، متجنبا مزالق التعصب والإعتساف.
ومن كثرة إثرائه للمواضيع، واستقصائه للأدلة، أصبحت كل مسألة أو موضوع جدير بأن يكون كتابا مستقلا بذاته.
صفحة ٩
أهم المواضيع الرئيسة التي ناقشها المؤلف
ومن أهم المواضيع الأصولية التي ناقشها المؤلف رحمه الله تعالى:
1- خلق أفعال العباد.
2- الشفاعة.
3- خلق القرآن الكريم.
4- عذاب القبر.
5- الصفات.
6- التحسين والتقبيح العقليان.
7- رؤية الله تعالى.
8- صفات الذات وصفات الفعل.
9- حدوث العالم.
10- الرد على الملاحدة.
11- الإحباط والموازنة.
وهنالك الكثير والكثير من المواضيع المتنوعة والمسائل المتعددة الرائعة التي أوضحها أيما إيضاح.
صفحة ١٠
طريقة المؤلف
ومن المفيد هنا الإشارة إلى طريقة المؤلف في تأليفه لهذا الكتاب:
أولا: أنه حدد في كتابه الهدف من التأليف والغرض من التصنيف، فقال: (فإني لما نظرت إلى ما وسعه الناس من الفنون والعلوم، وتشعب ما انطوت عليه من المنطوق والمفهوم، والإختلاف الطويل العريض بين أرباب النهى والحلوم، وتفكرت فإذا هذا العمر القصير لا يتسع لتعلم كل مستحسنها، فضلا عن فضولها ومستهجنها، رأيت أن الاشتغال بالأهم منها هو الصواب والمتعين فرضه في محكم السنة والكتاب، وذلك ما لا يعذر بجهله أحد من ذوي الألباب، وهو معرفة الله، ومعرفة ما يرضيه وما يسخطه، واتباع ما يرضيه، واجتناب ما يسخطه، وهذه الوجوه شاملة لمسائل الإعتقاد والعبادات والمعاملات والمأمورات والمنهيات، وغيرها من الآداب ومكارم الأخلاق، وكان كتاب الله هو الكفيل بتلك العلوم النافعة، والمطلع لأنوارها النيرة الساطعة، والنهر الجاري المروي لتلك الحدائق المتدلية قطوفها اليانعة، فصرفت همتي ووجهت عزمي وبذلت جهدي في تدبر آياته، والتأمل لدلالته، والغوص في قعور بحوره، والاستبصار بضيائه وأنواره لاستخراج المهم من المسائل الاعتقادية وغيرها من ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه ، ولا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه، وجعلت الكتاب العزيز أصلا ومرجحا لما طابقه من مختلفات الأدلة، قاضيا على ما خالفه بأنه من تمويهات أهل البدع المضلة، مع الاستعانة بأنظار الأئمة وغيرهم من علماء الأمة، وجمعت ما تحصل من الفوائد وما قيدته من الشوارد في هذا الكتاب؛ حفظا لها من الضياع، وتقريبا لمن يريد الإنتفاع، لا سيما نفسي الموسومة بالملل عن معاودة النظر وقلة التذكر، لمتفرقات الأدلة على الوجه المعتبر.
صفحة ١١
وسميته: (مفتاح السعادة، في المهم من مسائل الاعتقاد والمعاملات والعبادة) وأنا أسأل الله أن ينفعني به في الدين والدنيا والآخرة، وأن يجعله لي لديه عند لقائه ذخرة نافعة فاخرة، وأن ينفع به عباده، إنه المتفضل علينا بصنوف النعم الباطنة والظاهرة.
واعلم أني أضيف إلى الدلائل القرآنية ما يطابقها من الأدلة العقلية والسنة النبوية، والآثار العلوية، والإجماعات المروية، والأقيسة القوية، وأذكر من قال بمدلولها من العترة وغيرهم، وآتي من شبه المبطلين بما عليه عندهم المعول والإعتماد، ثم أبين بطلانها بما لا ينكره إلا من غلب عليه الجهل والعناد، وأنسب ما تضمنه من السنة والآثار العلوية إلى أصولها من كتب أئمتنا وغيرها، مع تبيين ما قيل فيها من تصحيح أو تضعيف، وتوضيح ما فيها من المشكل والغريب، تتميما للفائدة، وخروجا عن العهدة، ومعاونة على البر والتقوى، إلا أني أقتصر على ذكر هذه الأمور في أول موضع تقع فيه المسألة غالبا؛ هربا من التكرار، هذا مع فوائد استطردتها، وفروع ألحقتها تستقر بها خواطر المتأملين، وتذعن لحسن موقعها وإيرادها عقول المنصفين)).
ويستطرد قائلا رحمه الله تعالى : ((مع أني معترف أن الفضل فيه لغيري، لعلمي بجمود قريحتي، وقصوري وتقصيري، إلا أني أرجو الأجر الوافر على جمع الشتيت، وتقرير الدلالة على وجه يفضي إلى البيان والتثبيت))
وأرى أننا من خلال هذه الكلمات الآنفة الذكر نستلهم صورة كاملة عن الكتاب وأهميته، وطريقة مؤلفه، إلا أننا نستكمل هنا بقية عناصر طرق تأليفه، لتكون الصورة أكثر وضوحا، والجهود أكثر بيانا فنقول:
ثانيا: عقد فصولا تمهيدية وضح فيها أهمية القرآن الكريم وفضائله، والعلوم المستخرجة منه، ووسائل فهمه، وتفسير الكتاب والسنة، وكيفية إعمال الأدلة الشرعية والتعامل معها.
صفحة ١٢
ثالثا: ابتدأ تفسيره بتفسير الاستعاذة، ومن خلال ذكر طريقته فيها نعرف طريقته في الآيات التي بعدها، ومن عادته رحمه الله تعالى أنه يبدأ بذكر عناصر الآية التي تحتاج إلى شرح أو إيضاح، وعلى سبيل المثال:
قسم الإستعاذة إلى أربعة أقسام:
*...الاستعاذة.
*...المستعاذ به (الله جل ذكره).
*...المستعيذ (الإنسان).
*...المستعاذ منه (الشيطان).
ومن خلال هذه الأربعة الأقسام ذكر الأمور المتعلقة بالله تعالى (كرب تجب عبادته) وما يتعلق بالإنسان (كمكلف في الحياة) وما يتعلق بالشيطان (كعدو يجب الحذر منه).
ثم يردف المؤلف بذكر واستقصاء الأحكام والمسائل الفقهية المتعلقة بالآية المراد تفسيرها، فمثلا في الاستعاذة ذكر.
*...وقت الاستعاذة، هل قبل الصلاة أم بعدها؟
*...شرعية الاستعاذة وحكمها.
*...صحة الصلاة، هل تتعلق بها أم لا؟
*...هل التعوذ في كل ركعة أم في الأولى منها؟
*...هل هي جهر أم مخافتة؟
*...موضع الاستعاذة عند أهل البيت عليهم السلام .
*...هل الاستعاذة لأجل الصلاة، أم لأجل القراءة؟
*...هل يتحمل الإمام الاستعاذة عن المؤتم؟
*...صفة الاستعاذة.
*...خواص الاستعاذة.
رابعا: أردف كل دليل قرآني بدليل عقلي، وحديث نبوي، أو أثر علوي.
خامسا: ذكر أقوال أهل البيت" في كل مسألة أوردها، وذكر أقوال غيرهم من علماء المذاهب الأخرى.
سادسا: أورد الشبه التي يتعلق بها المخالفون في كل آية، وأبطلها بعد المناقشة، وذكر الأدلة.
سابعا: نسب كل نص إلى مصدره، وإذا كان النص حديثا أو أثرا، فإنه يبين ما قيل فيه من تصحيح أو تضعيف، وبهذا كفانا مؤنة التخريج والتنصيص.
ثامنا: أوضح المشكل والغريب في أي نص يورده.
تاسعا: التزم المؤلف، وألزم رحمه الله تعالى بأن تكتب الصلاة على النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) كتابة كاملة، تجنبا للإشارات التي تكتب، ك(صلعم) أو نحو ذلك، وقد أوضح ذلك في المسألة الرابعة من الموضع الثاني المتعلق بالبسملة.
صفحة ١٣
عاشرا: إذا أطلق المؤلف كلمة (علامة العصر) فالمقصود به السيد العلامة المجتهد المطلق عبدالله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي رحمه الله تعالى المتوفى سنة (1375ه) وإذا قال في الرواية: (رواه أئمتنا الثلاثة) فهو يعني رحمه الله تعالى الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، المتوفى سنة (411ه)، وأخيه الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني، المتوفى سنة (424ه)، والمحدث الكبير محمد بن منصور المرادي، المتوفى سنة (290ه).
وإذا قال: (الأربعة) فهو يعني رحمه الله تعالى رحمة الأبرار هؤلاء الثلاثة، إضافة إلى الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الجرجاني، المتوفى سنة (479ه).
صفحة ١٤
فترة التأليف الزمنية
وبالرغم من حفالة برنامجه اليومي، وزخم أعماله المتجددة، وانشغاله بعدد من القضايا، فإنه قد استطاع رحمه الله تعالى أن يكمل تصنيفه بهذه المجلدات الضخمة في زمن قياسي لا بأس به، مقارنة بمواضيع الكتاب، وتكاثر الأعمال، حيث كان انتهائه من المجلد الأول سنة 1365ه، ومن المجلد الثاني سنة 1367ه، ومن المجلد الثالث سنة 1371ه.
صفحة ١٥
السور التي فسرها المؤلف
قد يعتقد القارئ عند رؤيته لهذه المجلدات أن المؤلف رحمه الله تعالى قد استكمل فيها جميع سور القرآن الكريم، ولكنها اقتصرت على تفسير سورة الفاتحة وحتى الآية (102) من سورة البقرة.
ولكنها في مضمونها قد احتوت على جل مواضيع القرآن، وقد حاول المؤلف استكمال أهم المحاور التي ناقشها القرآن الكريم، خصوصا في القضايا الأصولية، وأورد عليها الأدلة من أكثر سور القرآن الكريم.
صفحة ١٦
ترجمة المؤلف
نسبه
هو السيد العلامة المجتهد الورع الزاهد علي بن محمد بن يحيى بن أحمد بن الحسين بن محمد -الملقب العجري- بن يحيى بن أحمد بن يحيى-الشهيد- بن محمد بن صلاح بن علي بن الحسين بن أمير المؤمنين عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين الهادي إلى الحق علي بن المؤيد رضوان الله عليهم أجمعين. سيد العلماء الأعلام، وبدر أبناء الأئمة الكرام.
صفحة ١٧
مولده ونشأته
ولد بهجرة فلله سنة 1320ه، نشأ وترعرع في ظل أسرة علوية كريمة تحب العلم، وتشغف مكارم الأخلاق، توفي والده رحمه الله وعمره لم يتجاوز الثامنة، ثم كفله عمه السيد العلامة عبدالله بن يحيى العجري، واعتنى به عناية خاصة إذ نقله معه إلى مشهد الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام بحيدان، ورباه فأحسن تربيته، وأفاض عليه من علومه ومعارفه.
صفحة ١٨
حياته العلمية ومشائخه
ثم انتقل إلى هجرة ضحيان، ومكث بها فترة ثم رجع إلى صارة، ومن صارة كان ينتقل مطلع كل أسبوع إلى هجرة فلله طالبا للعلوم، عاكفا عليها بعزيمة صادقة، وهمة عالية، محققا لمنطوقها والمفهوم، وكان من مشائخه آنذاك: السيد العلامة علي بن قاسم شرويد، والسيد العلامة أحمد بن عبدالله بن قاسم حوريه، والسيد العلامة عز الدين بن الحسن عدلان، والقاضي العلامة عبدالله بن عبدالله الشاذلي، والقاضي العلامة محمد بن هادي الفضلي... وغيرهم، إلا إن هؤلاء أكثر من لازمهم.
وقد برع في كثير من فنون العلم وبلغ غاية عظيمة في الاجتهاد، بالرغم من العوائق التي كانت تصاحبه أثناء طلبه للعلم. ولنترك ولده السيد العلامة يحيى بن علي العجري يحدثنا عن بداية طلبه للعلوم. قال: كان يتحمل طعامه في آخر كل أسبوع من محله بوادي صاره، ويصعد به الجبال الشاهقة، والطرق الوعرة، ويقاسي المشاق العظيمة مع صبر حسن، وعفة وزهد، وورع وعبادة، معرضا عن الدنيا، مشتغلا بالأعمال المقربة إلى الله، صارفا همته ورغبته في طلب العلم، وتحصيل الفوائد وتقييد الشوارد.
وقال أيضا: أخبرني رحمه الله أنه كان في ابتداء طلبه أيام بقائه بالهجرة يعود آخر الأسبوع إلى محله في يومي العطلة المعتادة (الخميس والجمعة)، وكان له في أثناء الطريق موضعان يجلس فيهما لتهدئة الأعصاب من وعثاء السفر، أحدهما للدفء والآخر للاستظلال، على حسب مقتضى الحال، وعند جلوسه في أحد الموضعين يجهد نفسه في دراسة مقروءاته في الأسبوع، ويصابر نفسه على أن لا يبرح حتى يتمها.
(الجد بالجد والحرمان بالكسل). لقد أثمر جهده، وظهر جده، وجمع علوما غزيرة قل حاملها.
صفحة ١٩
انتقاله إلى مدينة ضحيان
ثم انتقل إلى مدينة ضحيان، مدينة العلم والعلماء بعائلته، وأخذ عن أشهر مشائخ العلم بها ومنهم: السيد العلامة عبدالله بن عبدالله العنثري، والسيد العلامة عبدالرحمن عبدالله العنثري، والسيد العلامة أحمد يحيى العجري، والسيد العلامة الحسن بن الحسين الحوثي، والسيد العلامة محمد إبراهيم حوريه، والسيد العلامة يحيى بن صلاح ستين، والقاضي العلامة علي بن محمد الغالبي، والقاضي العلامة سالم بن سالم عمر رحمهم الله جميعا.
وممن أجازه: السيد العلامة عبدالله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي، والقاضي العلامة الحسن بن محمد سهيل.
ولما عرف الناس -بشتى طبقاتهم- فضله، وغزارة علمه، قصدوه حسب حاجاتهم، فهذا لطلب العلم، وذاك لحل مشكلاته الاجتماعية، وآخر للفتوى، فكان غوثا للمساكين، معظما للعلماء والمتعلمين، حالا لهم كل الإشكالات العلمية، مصلحا بين المتخاصمين.
صفحة ٢٠