ومنه أن المتذكر الذي صفته ما ذكرتم إذا فعل الإعتقاد الذي ذكرتم بعد التذكر لا بأس أن يكون اعتقادا لدى فعله جهلا؛ إذ ليس معه إلا ظن أنه كان معتقدا ساكن النفس والظن لا يقطع، فصحة ما يتأوله فيكون إقدامه عليه قبيحا.
وأجيب بما حاصلة أن ظنه لسكون النفس من قبل وعدم علمه في ذلك الإعتقاد لوجه من وجوه القبيح كان في حسن إقدامه عليه كما ثبت مثله في ال........... التي ينتفع بها، فإنه لما علم حصول نفع فيها كعلمه بحصول نفع في هذا الإعتقاد وهو التخلص من مسلك الشك والخبرة ولم يعلم فيها وجها من وجوه القبح حسن إقدامه عليها، وهذا بخلاف المجبر إذا لم يعلم كون جبره صدقا ولم يعلم كونه كذبا، فإنه لا يجوز الإقدام عليه لجواز كونه كذبا، وهذا افعتقاد قد أمن كونه جميلا من حيث أسند إلى ما اقتضى سكون نفسه من قبل، وفيه نظر ولم يعتبره الفقيه قاسم وغيره مع الإيراد للسؤال ولا أجابوا عنه بجواب.
واقول أن الأولى ف الجواب أن هذا السؤال غير دارد على هذا الوجه في التحقيق؛ لأن المرا هاهنا أنه إذا وقع هذا إليه كون فعل اعتقاد كان علما فحد علامة العلم فيه من سكون النفس............. ذلك التذكر أولا كلام آخر لا تعلق له بما نحن فيه.
صفحة ٩١