الكلام في معرفة الصانع:
هذا شروع في الكلام على هذا الفن وبدا منه بالكلام في معرفة الصانع لأنها الغرض المهم من؛ إذ الكلام على ذاته وصفاته أحق بالتقديم من الكلام على عدله وحكمته وفي وعده ووعيده بلا شك لكن لا عينه عن ذكر المقدمات التي قدمها أو توقف الفن عليها أو استمداده منها ظاهر قوله لما ستعرف من أن علم التصور مقدم على علم التصديق يعني ماذا كان علم التصور متقدما على علم التصديق، احتيج إلى تقديم معرفة ماهية العلم لتمكنك الحكم عليه بأنه واجب وغير ذلك من الأحكام ومعلوم أنه إذا لم يعرف ماهية العلم لم يمكن ذلك فلهذا احتيج إلى تقديم هذه المقدمة وبهذا يعلم أن معرفة الله تجب تقديم الكلام فيها على الكلام في الله قادر ونحوه؛ إذ لا يمكن الحكم بأنه قادر قبل أن تعرف ذاته وتعرف معنى القادر، وهذه قاعدة محتاجة.
قوله: والثانية في وجوب معرفة الله قد وقع في بعض كتب أصحابنا تقديم الكلام في وجوب معرفة الله .... في بعض كتب أصحابنا تقديم الكلام في وجوب النظر وإدخال الكلام في وجوب المعرفة، ضمنا في ذلك، والذي ذكره المصنف أولى لأن المعرفة للأصل في وجوب النظر.
قوله: والرابعة في الدلة لأنهما متعلق النظر لا كلام في أن النظر من التعلقات وأن متلقة الأدلة لا المستدل عليه وللنظر تعلقان:
أحدهما عام وهو تعلق التسمية وهي ما يجده الناظر من الفرق بين ماهو ناظر فيه وما ليس بناظر فيه وثانيهما تعلق خاص وهو تأثيره في كون الإعتقاد الموجب عنه علما، وقد يوجد النظر غير متعلق، كأن ينظر في هل البقا باق أو غير باق، وحو ذلك، وسيأتي الكلام على المتعلقات.
صفحة ٤٥