147

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

الناشر

دار الرسالة العالمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

أولًا: إلى ماذا يدعو الداعي؟ هذا السؤال من أهم الأسئلة التي يجب الإجابة عليها، والإعداد على ضوئها لجميع المسلمين، وليس للدعاة فقط، ولكن لأن حديثنا هنا يختص بالدعاة فإننا لن نتطرق إلى غيرهم في الإجابة على هذا السؤال وطريقة إعداد الداعية على ضوئه. فالإجابة على هذا السؤال هي دعوة الداعي إلى معرفة الله ﷾، ومعرفة الإسلام، ومعرفة النبي ﷺ، وهذه المعارف الثلاث هي الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها، والتي ذكرها الشيخ محمد بن عبدالوهاب ﵀ (^١)، وهي مجال إعداد الداعية في الإجابة على (إلى ماذا يدعو الداعي؟). ١ - إعداد الداعي بمعرفته بربه: إن أول واجب على كل مسلم هو معرفته بالله تعالى، وأنه هو ربه، ولا إله غيره، ولكي يقوم الداعية بإيصال هذه المعلومة إلى المدعو يجب عليه أولًا معرفة ذلك بنفسه معرفة وافية تقيه الفتنة والانحراف، قال تعالى: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ (^٢)، وما أرسل الله ﷾ من رسول إلا ليعلم الناس من هو الله، قال تعالى: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ﴾ (^٣)، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ (^٤).

(^١) انظر: الأصول الثلاثة وأدلتها، محمد بن عبدالوهاب، ص ٩، (^٢) سورة الأنعام، الآية: ١٠٢. (^٣) سورة النحل، الآية: ٢. (^٤) سورة الأنبياء، الآية: ٢٥.

1 / 156