الرقة بالشام فرحل إليهم حتى لحق بهم (1) فيقول: صار إلي من السلطان ستمائة ألف درهم ما وجبت علي فيها الزكاة (2) ثم رجع معهم إلى بغداد وبقي بها، حتى قدمها المأمون فجعله قاضيا لعسكر المهدي (3) وكان العسكر في الجانب الشرقي وكان الواقدي في الجانب الغربي فلما انتقل حمل كتبه على عشرين ومائة وقر (4) فولي القضاء مدة أربع سنوات قبل وفاته، وأوصى إلى المأمون فقبل وصيته وأرسل إليه بأكفانه وقضى دينه (5).
ذكر ابن سعد - وهو تلميذه وكاتبه وراويته - يقول: مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران، وهو ابن ثمان وسبعين سنة (6).
مكانة الواقدي في الرواية والعلم:
وتتجلى مكانته في الرواية والعلم في وصف كاتبه وتلميذه ابن سعد له حيث يقول: كان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح واختلاف الناس في الحديث والأحكام، واجتماعهم على ما أجمعوا عليه، وقد فسر ذلك في كتب
صفحة ٢٦