موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
تصانيف
والواقع أن هناك خمس إشارات متشابهة كل من موضعها المنطقي في كلا الاسمين الهيروغليفيين، ومن جهة أخرى فإننا لا نجد حرف «س» في اسم الملكة، على حين أنه يوجد فيه إشارات جديدة هي ق، أ، ر، ولا توجد في الملك بطليموس.
اسم بطليموس بالهيروغليفي.
والخلاصة: حيث أن هناك إشارات متشابهة في هذين الاسمين، وتعبر في كل منهما عن نفس الصوت، فلا بد أن تكون حروفا صوتية محضة، وقد مكث «شمبليون» بضعة أسابيع يطبق الحروف الأبجدية التي وجدها على كل أسماء البطالسة والقياصرة التي كانت موجودة في كتاب «وصف مصر»، الذي وضعته الحملة الفرنسية، فتوصل إلى قراءة 79 خرطوشا أخرى جديدة وصل في خلال قراءتها إلى معرفة حروف أبجدية جديدة، وبذلك أمكنه أن يعمل جدولا بالحروف الأبجدية الصوتية.
وقد أثبت هذه النتيجة الباهرة في خطاب أرسله إلى «داسييه» أمين السر الدائم للمجمع العلمي الفرنسي في 27 سبتمبر سنة 1822، وفيه أعلن أنه يمكن قراءة الخراطيش الهيروغليفية.
على أنه إلى هذه اللحظة لم يكن قد تمكن إلا من قراءة أسماء الملوك الإغريق وقياصرة الرومان، والآن كيف يمكنه أن يحل رموز الكتابة في العصر الفرعوني وهي التي تحتوى على نفس العناصر الصوتية؟ على أنه قد أعلن في خطابه بأنه واثق من نجاحه قريبا في قراءة خراطيش الفراعنة كما قرأ خراطيش البطالسة والقياصرة.
والواقع أن «شمبليون» قد وصلته نسخة من خراطيش مصدرها معبد أقدم من المعابد الإغريقية، وقد تعرف في أحد الخراطيش في نهاية الاسم على الإشارتين المقوستين، وكل منهما يمثل الحرف الأخير من اسم بطليموس الموجود على حجر رشيد فقرأهما س «س»، وفي أول الخرطوش نشاهد القرص المستدير، وهو الذي كان يرمز به للشمس، ويقرأ في المتون الإغريقية والقبطية بلفظة «رع»، أما الإشارة المتوسطة
فقد رآها «شمبليون» على حجر رشيد كما هي مكتوبة هنا ومتبوعة بحرف س، وتقابل في الإغريقية «يوم الولادة» للملك، فاستنتج أن هذه الكلمة التي ليست بحرف أبجدي تقابل الكلمة القبطية «مس»؛ أي يلد أو «مس»؛ أي طفل، فرتب «شمبليون» هذه العناصر مع بعضها، فأصبحت «رع- مس-سس» أي رعمسيس، وقد ذكر هذا الاسم «مانيتون» و«تاسيت» على أنه لم يتمكن من قراءة الاسم فحسب، بل فهم معناه وترجمه، فعلى حسب القبطية معناه: «رع» يلده؛ أي ابن «رع».
خرطوش رعمسيس.
وقد تثبت من طريقته في الحال بقراءة الخرطوش الثاني؛ إذ وجد فيه أن الطائر «إبيس»
قد حل محل رع
صفحة غير معروفة