248

موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي

تصانيف

تدل كل الظواهر على أن المصري كان يعتني بتربية حيواناته، إذ في الواقع كانت لها الأهمية الكبرى في حياته حتى إن الفرعون كان يعد سني حكمه حسب التعداد الذي كان يعمل للحيوانات كل عامين، وقد عثر على ورقة لطب الحيوان من عهد الأسرة الثانية عشرة

207

وهي فريدة في نوعها، غير أنها لسوء الحظ ممزقة، ولكن من البقية الباقية منها يمكننا أن نحكم بأن كل فلاح كان يهتم بحيوانه والأمراض التي تنتابه وطرق علاجه، ففي مقبرة «تي» لاحظ الراعي أن أحد العجول لم يكن في نشاطه المعتاد في شد حبله، ولذلك كتب الفنان أن الراعي يفحص ما الذي حدث لهذا العجل.

208

والظاهر أن فن معالجة الحيوان قد بلغ شأوا عظيما عند الأطباء البيطريين إذ قد لاحظ «كيفيه»

Cuvier

209

عندما فحص بعض عظام مكسورة في الحيوانات التي تعيش في وادي النيل أن هذه العظام قد ضمت إلى بعضها بطريقة في منتهى ما يكون من الحذق والمهارة تدل على نبوغ المصري في جبر العظام المكسورة بطريقة عملية ليسهل للحيوان استعمال العضو الذي حدث فيه الكسر.

معاملة الحيوان برفق:

لم نر في النقوش المصرية أن المصري كان يعامل حيواناته معاملة سيئة اللهم إلا الحمار الذي كان يضرب لعصيانه وجموحه، أما باقي الحيوانات فكانت تعامل على وجه عام برفق وحنان، إذ الواقع أن العصا أو السوط (الفرقلة) كانت تستعمل للإرهاب فحسب. أما صغار الحيوان فكانت موضع عناية وحنان، إذ كانت تحمل على الأعناق أو في حضن حاملة القرابين كما يلاحظ ذلك في رسوم مقابر الدولة القديمة، إذ نرى الغزال الصغير أو العجل محمولا بين ذراعي حامل القرابين،

صفحة غير معروفة