265

موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق

تصانيف

شاءت الأقدار أن يكون الأستاذ الهضيبي في سوريا ولبنان في صيف عام 1954 م بعد زيارة للمملكة العربية السعودية قام بها في أول ذلك الصيف إجابة لدعوة من الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله، وفيما كان الهضيبي موضع الحفاوة والتكريم من جميع الأوساط الدينية والاجتماعية والسياسية في البلدين الكريمين، إذا بحملة استفزاز مسعورة # يطلقها حاكم مصر يومذاك على الإخوان المسلمين في مصر في مدينة من محافظة الشرقية، وإذا الأنباء تتواتر عن اتباع ذلك بموجة عارمة تنصب على الجماعة فأغلقت مراكزها التي شارفت على الألفين، وتعتقل قادتها.

وظن البعض إيثار الهضيبي للسلامة خارج مصر حرصا على استنفار الرأي العام، والإنكار على حكام مصر.

غير أن الهضيبي ما كاد يسمع أنباء النكثة الجديدة للسلطة المصرية، وما أدت إليه من سجير المحنة، حتى أمر بالتجهز للعودة إلى مصر إعذارا إلى الله وصيانة للدعوة من أن يشاع أن المرشد العام يهش لقيادته في الرخاء ، ويترك جنودها يصطلون بنارها في المحنة والبأساء.

***

صفحة ٢٦٧