المسألة الخامسة:
أن الله تعالى لا يثيب أحدا إلا بعمله ولا يعذبه إلا بذنبه، لأن إثابة من لا يستحق الثواب تعظيم له وهو قبيح لا يجوز على الله، وتعذيب من لا ذنب له قبيح أيضا لأنه ظلم والله تعالى لا يجوز عليه القبيح والظلم بحال.
وقد قال تعالى ? وأن ليس للإنسان إلا ما سعى?(النجم : 39)، وقال تعالى ? ولا تزر وازرة وزر أخرى?(الأنعام: 164) وغيرها.
(( تنبيه )): وحقيقة الثواب هي المنافع المستحقة على وجه الإجلال والتعظيم، فيخرج عنه الأعواض والتفضل فإنها حسنة عند كل عاقل وإن كانت لا تسمى ثوابا.
وحقيقة العقاب هي المضار المستحقة على وجه الإهانة، فيخرج عنه المضار النازلة على أولياء الله تعالى وعلى غير المكلف، فإنها لحكمة ومصالح علمها الله تعالى ولا تسمى عقابا.
صفحة ١