ومن كلام الوصي عليه السلام في ذكر الدنيا قوله: (( هو الذي أسكن الدنيا وبعث إلى الجن والإنس رسله ليكشفوا لهم من غطائها، وليحذروهم من خرابها، وليضربوا لهم أمثالها، ويبصروهم عيوبها، وليهجموا عليهم بمعتبر من تصرف مصاحها وأسقامها وحلالها وحرامها وما أعد للمطيعين منهم والعصاة من جنة ونار، وكرامة وهوان ))، رواه عنه الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة عليه السلام في كتاب الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي.
فعلى العاقل إن كان لبيبا أن ينظر لنفسه النجاة في يوم يجعل الولدان شيبا، ومجمع النجاة في العلم النافع والعمل الخالص فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (( الناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم))، ووجه الخطر ما أشار إليه صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الآخر وهو قوله: ((حراسة العمل أشد من العمل ))، والحراسة إنما تكون بالاحتراز عن المحبطات الظاهرة والباطنة من معاصي الجوارح والقلوب بعد إحراز العقيدة الصحيحة ثم العلم والعمل، فإنما تتم النجاة لمن علم فعمل فأخلص فحرس ذلك العمل.
صفحة ٣