مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
فيه الناس، فكان هو أولى به حيث قال: «بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا واتقى إلا نطق بالحكمة» (١).
ولهذا قال الإمام الذهبي (٢): «إلى فقه مالك المنتهى، فعامة آرائه مسددة» (٣).
ولكن الإمام مالك قد أنصف حينما رسم للناس قاعدة يسيرون عليها، حيث قال: «كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر ﷺ» (٤).
وهذا كلام حكيم وعظيم، يدل على أن جميع الناس ليسوا معصومين من الخطأ، إنما الذي عُصِمَ في تبليغ الشريعة هو محمد ﷺ.
٣ - والإمام مالك كان يصدع بالحق ولا تأخذه في اللَّه لومة لائم، ومن ذلك قول الإمام الشافعي: «كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء، قال: أما إني على بينة من ربي وديني، وأما أنت فشاك،
_________
(١) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ٨/ ١٠٩.
(٢) هو الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ولد ﵀ في شهر ربيع الآخر سنة ٦٧٣هـ، بدأ طلب العلم مبكرًا، ورحل في طلبه، وبرع فيه، ثم عمي قبل موته بأربع سنين أو أكثر بماء نزل في عينيه، وتوفي ﵀ ليلة الاثنين من ذي القعدة قبل نصف الليل سنة ٧٤٨هـ، وله آثار علمية بلغت نحو من ٢١٥ مؤلفًا ﵀. انظر: البداية والنهاية، ١٤/ ٢٢٥، ومقدمة سير أعلام النبلاء، ١/ ١٢ - ١٤٠.
(٣) انظر: سير أعلام النبلاء، ٨/ ٩٢.
(٤) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ٨/ ٩٣.
1 / 23