وقد قال الحكماء: صديق عدوك عدوك، وليت شعري ما أبقى القوم لما رواه مسلم في صحيحه من قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - لعلي: ((لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)) (1) من معنى، وما أبقوا للحديث المتقدم المشتمل على التوصية بأهل البيت من معنى أيضا(2) مع تظاهر طرقه ووضوح معاني ألفاظها، مع حاجة كل فريق منهم إلى نصرة إمامه برواية لا تصح، أو برواية لا ظهور لها في ذلك الإمام، أو بكثرة الأتباع، كما حكى نجم الدين البغدادي في ((شرح الأربعين النووية)) أنه رأى كتابا لبعض الحنفية في مناقب أبي حنيفة - رضي الله عنه - وافتخر فيه بكثرة الأتباع وجلالتهم، ثم قال معرضا بباقي المذاهب(3):
صفحة ١٠