وفي ((الكشاف)) عند تفسير قوله تعالى: ?قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى? (الشورى: 23)، وروي أنها لما نزلت قيل: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: ((علي وفاطمة وابناهما))(2) ثم ساق الكلام حتى قال: وروي أن الأنصار قالوا: فعلنا، وفعلنا كأنهم افتخروا، فقال عباس أو(3) ابن عباس: لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأتاهم في مجلسهم فقال: ((يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي)) (4)؟ فقالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي))؟ فقالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي))(5)؟ فقالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله))، قال: ((أفلا تجيبونني))؟ قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: ((ألا تقولون: ألم يخرجك قومك فآويناك؟ أو لم يكذبوك فصدقناك؟ أولم يخذلوك فنصرناك))؟ قال: فما زال يقول حتى جثوا على الركب، وقالوا: أموالنا ومافي أيدينا لله ولرسوله فنزلت الآية))(1) وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ((من مات على حب آل محمد مات شهيدا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة، ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان(2) إلى الجنة، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة))(3) انتهى. فتدبر قوله: مات على السنة والجماعة.
وروى ابن يزداد في المصابيح، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: الجماعة ما وافق طاعة الله، وإن كان رجلا واحدا.
صفحة ٦