وغاض خضم البحر(2) وهو (عطامط)(3) ... وغاب عن الأفق اليماني ربيعه
وغيب شمس الدين شيخ شيوخنا ... وأقوت من العلم الشريف ربوعه
وقد كان بحرا لا يجف عبابه ... وقد كان بدرا لا يزال سطوعه
يترجم عن آي الكتاب بمنطق ... يزيد على نظم البديع بديعه
فيظهر من سر الكتاب عجائبا ... إذا ما رآها الألمعي تروعه
يراها لعجز الناس حجرا ممنعا ... عليها من الستر الغليظ منيعه
إلى أن تجلى فانجلت مثل غيهب ... تحلت به للناظرين شموعه
وكم معجز أبداه كالشمس واضحا ... أضاء الفضا لما استبان طلوعه
ودعا كل معنى للكتاب ... (4)
أهاب بمعنى الذكر يأتي فجاءه ... البطيء كما قد جاء طوعا سريعه
فبخ لمن معنى الكتاب يطيعه ... ألا إنه فرد الزمان فزيعه
ووالله ما أغرقت في وصف حاله ... وذلك أدنى الوصف كيف رفيعه
وإن أنس لا أنس الأصول فإنه ... حسام ومن ضل الرشاد صريعه
هو الليث والتوحيد والعدل غيله ... إذا صال في غي يفر قطيعه
وهيهات لا يبقى من السرج طالع ... وقد جاء من بطن العرين ضليعه
ومن عجب أقلامه حين تنبري ... بميدانها والخير فيها جميعه
من الصم إذ تدعو الصواب يجيبها ... فذاك أصم والصواب سميعه
/122/
فكم راية تلوى بميمون رايه ... وحسن قضاء الله جل مطيعه
برأي يشق الشعر شقا وإن مضى ... على صم صفوان يكاد يميعه
وتوفيق رب لم يفارقه ساعة ... إذا نام فالتوفيق ذاك ضجيعه
وكيف يرى التوفيق يترك سوحه ... كبيرا وفي منشاه كان(5) رضيعه
وحب بني المختار كان غذاؤه ... إذا ضيعته الناس ليس يضيعه قرا ودرى واستخلص الزبد وانتقى ... وشتان شهد المجتني وضريعه
صفحة ٢٢١