ومن كراماته في طفولته ما سمعت منه: أن والده قال: إنه أخرجه معه أول خروج إلى المدرسة الشمسية بذمار، فلما وضعه بباب المسجد جرى إلى المحراب وسجد فيه سجدة طويلة، قال: قال والده: فحصل معي من السرور ما لا مزيد عليه، وكان ما كان، ألف النسك والعبادة والخلوة طفلا، وهكذا النجباء. أقول: وعند هذه الكرامة التي ذكرها ولده أبقاه الله تعالى /73/ أذكر كرامة له أخبرني بها بعض السادة، قال: إنه كان هذا السيد عاملا ببلاد (سنحان)(1)، فحصل شجار بين أهل قريتين في مراعي، فجاء كتاب من الإمام المؤيد بالله - عليه السلام - أن القاضي يخرج لافتقاد ذلك بنفسه، فخرج - رحمه الله - وبات ببعض القرى، ثم توجه إلى محل الشجار، فوصله ضحوة فمر ببعض الشعاب، وقضى الحاجة، ثم أحسن وضوءه وصلى ما تيسر له، فذهب السيد المذكور من محل ينظر ما يصنع، فرآه بعد الصلاة يدعو مستقبل القبلة ويبكي بدموع غزيرة، فلما تم له ذلك أشرف على الموضع المتشاجر فيه، فخرجت ظبية من تحت حجر بالقرب منهم وتوسطت محل الشجار، فقال القاضي والناس ينظرونها: ما اسم المحل الذي هي فيه؟ قالوا: كذا، قال للكاتب: اكتب اسم المحل، ثم أخذت في المحل فسألهم فقالوا: اسمه كذا، فأمر الكاتب فلم تزل الظبية حتى قطعت محل الشجار، فقال لهم: ما ترون هل هذا يصلح فقد يسر الله هذه الظبية بفضله، فقالوا وقال الحاضرون: هذا أحسن حكم وأعدله لأمور عديدة، فعاد من ذلك المحل.
صفحة ١٣٦