مطالع التمام ونصائح الأنام ومنجاة الخواص والعوام في رد إباحة إغرام ذوي الجنايات والإجرام زيادة على ما شرع الله من الحدود والأحكام
تصانيف
الأول منه : المصالح المرسلة أقول: هذا شروع في الاجتهاد المطلق. وهيهات فيما ادعاه قبلك بإعصار ممن أنصف وحقق !شرائط الاجتهاد محفوظة. وهي في فقهاء هذا العصر منبوذة بالعراء. غير ملحوظة. أكبر فقهائهم من اشتغل: بجمع المسائل، وأكثر علمائهم من يتهم بحفظ الحاصل، وربما تعلق بقول ليس تحته طائل. هذا شيخنا الإمام يقول، ومن قلبه،: وانقطع الاجتهاد بموت عز الدين ابن عبد السلام. وهذا الامام المازري والفخر ابن الطيب نص على ذلك، مع أن الدعوى تخصصها الشواهد، وكم من نائم يتخيل أنه نائم، وهو قاعد أو راقد.
قال: فأقول بها، كما قال الامام مالك.
أقول: سبحان الله، لقد كان يكفيه أن يقول: فأبني عليها، إذ هي أصل مالك، فربما يقال: أن هذا اجتهاد في المذهب ولم يظفر أيضا في هذا العصر أحد بهذا المطلب، إنما يبلغ إلى هذا من نقح وحقق، وأمعن النظر في أصول مذهبه وفروعه ودقق. وأما من اشتغل بجمع أضغاث (36=202/أ) الأقاويل من غير استبصار، هو مخرج منها بغير وزن ومقدار، حتى لا يحفظ عنه قط قول: لا أدري، بل أجوبة كمياه الحدور تجري بصبب عن كل ما عنه يسأل، ويحمل من غير انتفاء من كل ما يحمل.
ولقد حدثتي هذا المملي عن بعض أذكياء أعراب الزمان ممن خالط الفقهاء، أنه قال: عجبت من مالك ومن الفقهاء، قال: وكيف؟، قال:علمهم بمنزلة المسك عند صاحب العطر، وعلمك كجوالق الحطب، ولقد كان دراكا رحمه الله .
وأغرب من هذا !، فهم هذه الحكاية على معنى المدح والسرور بها، والتبجيح بها.
قال : وحاصلها يرجع إلى درء مفسدة، هي أقل منها عند الموازنة.
صفحة ١٧٨