مطالع التمام ونصائح الأنام ومنجاة الخواص والعوام في رد إباحة إغرام ذوي الجنايات والإجرام زيادة على ما شرع الله من الحدود والأحكام

الهنتاتي ت. 833 هجري
239

مطالع التمام ونصائح الأنام ومنجاة الخواص والعوام في رد إباحة إغرام ذوي الجنايات والإجرام زيادة على ما شرع الله من الحدود والأحكام

تصانيف

الفقه

فليت الأمة فقدتك قبل أن تقول ما قلت، وليت أمك لم تلدك، وليتها إذ ولدتك لم تتعلم، وليتك إذ تعلمت لم تتكلم، وليتك إذ تكلمت لم تلج لجاجك، ولم تقم على هدم الشريعة حجاجك، وليتك إذ تكلمت لم تصدر للأخذ عنك، وليتك إذ صدرت، وأنت لا تحسن ما صدرت له في ورد ولا في صدر، لم تقبل، وليتك إذ قبلت أمسكت عنانك عما لا يغني، واتبعت جنانك ليتبين لك ما أنت على الدين تجني. ولقد بلغني تواتر عن شيخنا الإمام رحمه الله مقالات، جملة من جملتها أنه سأل الله أن يحمي دينه منك، ولتعلمن نبأه بعد حين.

قال: قال أبو القاسم ابن أحمد البرزلي لطف الله به: أمليت هذه الجملة من حفظي على بعض من كتبه بين يدي من الطلبة في قدر ساعتين أو أقل إلا شيئا قليلا، حتى حفظته من موضعه

أقول: يريد قدر ساعتين، إلا أن العبارة عبارة جهال العامة. وصرح المملي هنا باسمه تنويها بذكر اسمه وابتهاجا بحفظه، ولا إشكال في حفظه. وإنما الكلام معه في استعمال محفوظه على الوجه السائغ، وقدر ساعتين يغني عن قوله: أو أقل، وهما معا يغنيان عن قوله: إلا شيئا قليلا. وقوله: حتى حققته عن موضعه غير ملتئم مع ما قبله، ولكن شبه الشيء منجذب إليه. فالتصرف منه في المعاني وفي الألفاظ قريب من قريب من قريب.

صفحة ٣٢٢