340

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

محقق

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هجري

مكان النشر

دولة قطر

ذي قرد: "قَبْلَ أَنْ تُدْرِكْهُ الأولَي" (١) أي: الظهر، يبينه قوله في الحديث الآخر: "مَعَ الظُّهْرِ" (٢).
في حديث قسم أبي بكر: "بِاسمِ اللهِ الأُولَي لِلشَّيْطَان" (٣) قيل: اللقمة الأولى التي أحنث بها نفسه حين حلف أن لا يأكل، أي: أحللت بها يميني، وحنَّثتُ بها نفسي، وأرضيت أضيافي إرغامًا للشيطان الذي كان سبب غضبي ويميني، وقيل: "الْأُولَي" يعني: الحالة الأولى التي غضب فيها وأقسم، كانت للشيطان وإغوائه (٤) ويشهد لهذا قوله في الحديث الآخر: "إِنَّمَا كَانَ مِنَ الشَّيْطَان" (٥) يعني: يمينه، كذا نصه.
وقولها: "وأَمْرُنَا أَمْرُ العَرَبِ الأوَّلُ" نعت للأمر، وقيل: هو وجه الكلام، وروي: "الْأوَلِ" (٦) بضم الهمزة وتخفيف الواو، صفة للعرب لا للأمر، تريد أنهم بعد لم يتخلقوا بأخلاق أهل الحواضر والعجم.
قول عروة بن مسعود: "إِنِّي لأرى أَوْشَابًا" (٧) كذا عند جميعهم بتقديم الواو، وهي الأخلاط، وكذلك الأشايب، الواحدة أُشابة، بضم الهمزة، وهي الجماعة المختلطة من الناس، ويقال في ذلك أيضًا: أوباش وأشواب، كله بمعنًى.

(١) البخاري (٤٢٩٤)، مسلم (١٨٠٦) عن سلمة بن الأكوع، بلفظ: "قَبْلَ أَنْ يُؤَذَّنَ بِالأُولَي".
(٢) مسلم (١٨٠٧/ ١٣٢) وفيه: "مَعَ الظَّهْرِ" بفتح الظاء.
(٣) البخاري (٦١٤٠) وبنحوه في مسلم (٢٠٥٧).
(٤) في (س): (وأعوانه).
(٥) البخاري (٦٠٢)، مسلم (٢٠٥٧).
(٦) البخاري (٢٦٦١، ٤١٤١، ٤٧٥٠)، مسلم (٢٧٧٠) من حديث عائشة.
(٧) مسلم (٢٧٣٤) من حديث المسور بن مخرمة.

1 / 343