258

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

محقق

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هجري

مكان النشر

دولة قطر

وذكر أبو عبيد أن "حم" اسم من أسماء الله سبحانه (١)، وهذا أيضًا لا يصح على مذهب محققي أهل السنة، وسيأتي تفسير "حم" في حرف الحاء إن شاء الله.
وقوله: "إِنَّ الأُلَى بَغَوْا عَلَيْنَا" (٢) بقصر الهمزة، ومعناه: الذين، ولا واحد له من لفظه، وإنما واحده: الذي، وأولو كرامته بمعنى: ذوي كرامته، واحده أيضًا: الذي، من غير لفظه، و(هؤلاء) يمد فيقال: هؤلاء. ويقصر فيقال: هؤلا.
وبعض العرب تقول: هؤلا، بغير ألف بعد الهاء، وبغير همزة بعد اللام، ولا واحد له من لفظه، والهاء في أوله للتنبيه.
قوله: "عَذَابٌ أَلِيمٌ" (٣) أي: مؤلم موجع مُفْعِل بمعنى فعيل، ويقال: ذو ألم، خرج مخرج النسب كـ (لابن) و(تامر) (٤).
قوله: "وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ" (٥) - يعني: أهل الجنة - و"كَانَ يَسْتَجْمِرُ بِالألُوَّةِ" (٦) روي بفتح الهمزة وضمها، وضم اللام وسكونها، قال الأصمعي: هو العود الذي يُتبخرَّ به، وهي كلمة فارسية عربت. قال الأزهري: ويقال: لِيَّةٌ ولُوَّةٌ (٧). وحكي عن الكسائي: إلِيَّةٌ، بكسر الهمزة

(١) "غريب الحديث" ٢/ ٢١٥.
(٢) البخاري (٢٨٣٧، ٤١٠٤، ٤١٠٦، ٧٢٣٦)، مسلم (١٨٠٣) عن البراء بن عازب.
(٣) البخاري (٢٣٥٨، ٢٦٧٢، ٧٢١٢)، مسلم (١٠٧ - ١٠٨) عن أبي هريرة، ومسلم (١٠٦) عن أبي ذر.
(٤) تحرفت في (س) إلى: (تدمر).
(٥) البخاري (٣٢٤٥، ٣٢٤٦، ٣٣٢٧)، مسلم (٢٨٣٤) عن أبي هريرة.
(٦) مسلم (٢٢٥٤) عن ابن عمر.
(٧) "تهذيب اللغة" ١/ ١٨٠.

1 / 261