( قوله أمرهم) أي حالهم قد أبهم أي لم يبين ليكون فتنة للذين كفروا ويزداد الذين آمنوا إيمانا (قوله ومنه أنه الذي لم يعلم الخ) أي ومن تعريفنا المتشابه بما خفي معناه القول بأن المتشابه هو ما لا يعلم تأويله إلا الله، لأنه من جملة ما خفي على العباد المراد به، وذلك كمعرفة وقت نزول العذاب على الكفار ومعرفة مقادير الثواب والعقاب ومعرفة وقت الساعة متى يكون..؟ فإن هذه الأشياء مما خوطب بها العباد وخفيت عليهم والقول بأنه تعالى لا يخاطب بما لا يعقل غير متوجه على مثل هذا لأن الخطاب به في الجملة معقول ومعناه عندهم مفهوم، ولا يشترط في المعقول تمام المعرفة بمقادير الشيء وتفاصيله, نعم يرد على القول بأن الحروف المقطعة أوائل السور لا يدرى ما المراد منها فيجاب بأن الخطاب هو توجيه الكلام نحو الغير للإفهام، فيخرج ما لم يقصد به الإفهام من الكلام فإنه وإن تكلم به المتكلم من غير أن يقصد به إفهام غيره لا يكون عبثا ، إذ لا يصدق عليه أنه مخاطب وإنما يخص باسم متكلم. (قوله تأويله) أي تفسيره (قوله غير المهيمن) هو اسم من أسماء الله عز وجل ومعناه الشاهد.
(قوله اعلم) تكملة للبيت وفيه أمر بالعلم برد هذه الأقوال إلى أصل واحد والتنبيه أن ردها على أصل واحد مما تفرد به الناظم بجامع الخفاء في كل منها.
صفحة ٧٠