( قوله حاصل) ما ذكروه من أمثلة التأويل المتعذر وأقول: إن هذه الأمثلة جميعها ليست من التأويل المتعذر الذي لا يقبل وإنما هي من التأويل البعيد الذي لا يترجح إلا بمرجح قوي ولا مرجح لهذه التأويلات فبطل الأخذ بها (أما أمثلة) التأويل المتعذر فكتأويل بعض الصوفية البقرة بالنفس في قوله تعالى ((إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة))([13]) وكتأويل بعض الشيعة فيها بعائشة رضي الله عنها، وكتأويل بعض أولئك الشيعة أيضا قوله تعالى ((أو جاء أحد منكم من الغائط))([14]) قالوا: الغائط أبو بكر، وكتأويلهم قوله تعالى ((كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر))([15]) قالوا: الشيطان عمر والإنسان أبو بكر وكتأويلهم قوله تعالى ((مرج البحرين يلتقيان))([16]) قالوا: هما علي وفاطمة بينهما برزخ لا يبغيان قالوا: البرزخ هو حاجز التقوى فلا يبغي علي على فاطمة ولا فاطمة على علي ((يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان))([17]) هما الحسن([18]) والحسين([19]) ونحو ذلك من التأويلات المتعذر حمل الكتاب والسنة على مثلها، وأكثر ما ورد مثل هذا عن أهل الباطن من الشيعة، كما هو معتمد مذهبهم الفاسد.
(وذو اشتباه ما اختفى كالمجمل=
أو مفهم تشبيه مولانا العلي)
(فمنه ما قيل بأنه الذي=
له احتمالان فصاعد أخذ)
(ومنه أيضا ما يكون مبهما=
كتسع عشر أمرهم قد أبهما)
(ومنه أنه الذي لم يعلم =
تأويله غير المهيمن أعلم)
(فكل هذا أصله متحد =
وجعله أشياء ليس يحمد)
(ومنه أحرف أوائل السور =
وقيل بالأمثال مع كل خبر)=
(وقيل ما يكون منسوخا وما=
قد كان ناسخا يسمى محكما)
صفحة ٦٧