( فإن قيل) إن قوله نؤمن به تكرارا لقوله وبالذي أنزله الرحمن.
(قلنا) ليس هو بتكرار لأن ما هنالك بيان للحكم وما هنا تصريح باعتقاد الناظم ولأنه كما كان القرآن على أنواع منها يطلب الإيمان به فقط كالذي خفي معناه صرح النظم بأنه ممن يؤمن بذلك لأن بيان الاعتقاد في مثل هذا المقام مطلوب فلذلك أردفه بقوله: كل أتى من ربنا.
(قوله والخلف في حديهما) أي المحكم والمتشابه فإن الأمة قد أكثرت من الاختلافات في بيانهما وادعى كل أهل مذهب أن المحكم هو مطابق مذهبه وأن المتشابه هو ما خالفه وتلك حكمة الله في عباده ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حيي عن بينة.
(قوله على أقاويل تفي) أي تجي أي سنذكرها في هذا النظم إن شاء الله.
(قوله مع اتفاق منهم أنهما نوعان) أي وقع الخلاف من الأمة في حد المحكم وحد المتشابه مع اتفاق منهم أنهما نوعان من الكلام كل نوع منهما له حكم يخالف حكم الآخر، فلذا قال (أي مختلف حكمهما) فأي هنا تفسيرية والجملة بعدها مفسرة لغير منطوق به.
---------------------------------------------------------------------- -----
[1] - سورة آل عمران آية رقم 7 وتكملة الآية (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب).
[2] - سورة هود آية رقم 1 وتكملة الآية (ثم فصلت من لدن حكيم خبير)
[3] - سورة يونس آية رقم 1
[4] - سورة الزمر آية رقم 23 وتكملة الآية (تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يظلل الله فما له من هاد)
[5] - سورة النساء آية رقم 82.
[6] - سورة آل عمران آية رقم 142
[7] - سورة المعارج آية رقم 19
صفحة ٦٢